Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 4-8)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مّنَ ٱلأنبَاءِ } من القرآن المودع أنباء القرون الخالية أو أنباء الآخرة ، وما وصف من عذاب الكفار { مُزْدَجَرٌ } ازدجار أو موضع ازدجار . والمعنى هو في نفسه موضع الازدجار ومظنة له ، كقوله تعالى { لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } الأحزاب 21 أي هو أسوة . وقرىء « مزجر » بقلب تاء الإفتعال زايا وإدغام الزاي فيها { حِكْمَةٌ بَـٰلِغَةٌ } بدل من ما . أو على هو حكمة . وقرىء بالنصب حالاً من ما . فإن قلت إن كانت ما موصولة ساغ لك أن تنصب حكمة حالا ، فكيف تعمل إن كانت ما موصولة ساغ لك أن تنصب كلمة حالاً ، فكيف تعمل إن كانت موصوفة ؟ وهو الظاهر . قلت تخصصها الصفة فيحسن نصب الحال عنها { فَمَا تُغْنِـى ٱلنُّذُرُ } نفي أو إنكار . وما منصوبة ، أي فأي غناء تغني النذر { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } لعلمك أن الإنذار لا يغني فيهم . نصب { يَوْمَ يَدْعُو ٱلدَّاعِىَ } بيخرجون ، أو بإضمار اذكر . وقرىء بإسقاط الياء اكتفاء بالكسرة عنها ، والداعي إسرافيل أو جبريل ، كقوله تعالى { يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ } ق 41 { إِلَىٰ شَىْء نُّكُرٍ } منكر فظيع تنكره النفوس لأنها لم تعهد بمثله وهو هول يوم القيامة . وقرىء « نكر » بالتخفيف ونكر بمعنى أنكر { خُشَّعاً أَبْصَـٰرُهُمْ } حال من الخارجين فعل للأبصار وذكر ، كماتقول يخشع أبصارهم . وقرى « خاشعة » على تخشع أبصارهم . وخشعاً ، على يخشعن أبصارهم ، وهي لغة من يقول أكلوني البراغيث ، وهم طيء . ويجوز أن يكون في { خُشَّعاً } ضميرهم ، وتقع { أَبْصَـٰرَهُمْ } بدلاً عنه . وقرىء « خشع أبصارهم » ، على الابتداء والخبر ، ومحل الجملة النصب على الحال . كقوله @ وَجَدْتُهُ حاضِرَاهُ الْجُودُ وَالْكَرَمُ @@ وخشوع الأبصار كناية عن الذلة والانخزال ، لأن ذلة الذليل وعزة العزيز تظهران في عيونهما . وقرىء « يخرجون من الأجداث » من القبور { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } الجراد مثل في الكثرة والتموّج . يقال في الجيش الكثير المائج بعضه في بعض جاؤا كالجراد ، وكالدبا منتشر في كل مكان لكثرته { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ } مسرعين مادّي أعناقهم إليه . وقيل ناظرين إليه لا يقلعون بأبصارهم . قال