Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 26-32)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَبَشَراً مّنَّا وٰحِداً } نصب بفعل مضمر يفسره { نَّتَّبِعُهُ } وقرىء « أبشر منا واحد » على الابتداء . ونتبعه خبره ، والأوّل أوجه للاستفهام . كان يقول إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق ، وسعر ونيران ، جمع سعير ، فعكسوا عليه فقالوا إن اتبعناك كنا إذن كما تقول . وقيل الضلال الخطأ والبعد عن الصواب . والسعر الجنون . يقال ناقة مسعورة . قال @ كَأَنَّ بِهَا سُعْرًا إذَا الْعِيسُ هَزَّهَا ذَمِيلٌ وَإِرْخَاءٌ مِنَ السَّيْرِ مُتْعِبُ @@ فإن قلت كيف أنكروا أن يتبعوا بشراً منهم واحداً ؟ قلت قالوا أبشراً إنكاراً لأن يتبعوا مثلهم في الجنسية ، وطلبوا أن يكون من جنس أعلى من جنس البشر وهم الملائكة ، وقالوا { مِّنَّا } لأنه إذا كان منهم كانت المماثلة أقوى ، وقالوا { وٰحِداً } إنكاراً لأن تتبع الأمّة رجلاً واحداً . أو أرادوا واحداً من أفنائهم ليس بأشرفهم وأفضلهم ، ويدل عليه قولهم { أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا } أي أنزل عليه الوحي من بيننا وفينا من هو أحق منه بالاختيار للنبوّة { أَشِرٌ } بطر متكبر ، حمله بطره وشطارته وطلبه التعظم علينا على ادعاء ذلك { سَيَعْلَمُونَ غَداً } عند نزول العذاب بهم أو يوم القيامة { مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلاْشِرُ } أصالح أم من كذبه . وقرىء « ستعلمون » بالتاء على حكاية ما قال لهم صالح مجيباً لهم . أو هو كلام الله تعالى على سبيل الالتفات . وقرىء « الأشر » بضم الشين ، كقولهم حدث وحدث . وحذر وحذر ، وأخوات لها . وقرىء « الأشر » وهو الأبلغ في الشرارة . والأخير والأشر أصل قولهم هو خير منه وشر منه ، وهو أصل مرفوض ، وقد حكى ابن الأنباري قول العرب هو أخير وأشر ، وما أخيره وما أشره { مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ } باعثوها ومخرجوها من الهضبة كما سألوا { فِتْنَةً لَّهُمْ } امتحاناً لهم وابتلاء { فَٱرْتَقِبْهُمْ } فانتظرهم وتبصر ما هم صانعون { وَٱصْطَبِرْ } على أذاهم ولا تعجل حتى يأتيك أمري { قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } مقسوم بينهم لها شرب يوم ولهم شرب يوم . وإنما قال بينهم ، تغليباً للعقلاء « محتضر » محضور لهم أو للناقة . وقيل يحضرون الماء في نوبتهم واللبن في نوبتها { صَـٰحِبَهُمْ } قدار بن سالف أحيمر ثمود { فَتَعَاطَىٰ } فاجترأ على تعاطي الأمر العظيم غير مكترث له ، فأحدث العقر بالناقة . وقيل فتعاطى الناقة فعقرها ، أو فتعاطى السيف { صَيْحَةً وٰحِدَةً } صيحة جبريل . والهشيم الشجر اليابس المتهشم المتكسر « والمحتظر » الذي يعمل الحظيرة وما يحتظر به ييبس بطول الزمان وتتوطؤه البهائم فيتحطم ويتهشم . وقرأ الحسن بفتح الظاء وهو موضع الاحتظار ، أي « الحظيرة » .