Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 33-40)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حَـٰصِباً } ريحا تحصبهم بالحجارة ، أي ترميهم { بِسَحَرٍ } بقطع من الليل ، وهو السدس الأخير منه . وقيل هما سحران ، فالسحر الأعلى قبل انصداع الفجر ، والآخر عند انصداعه ، وأنشد @ مَرَّتْ بِأَعْلَى السَّحَرَيْنِ تَذْأَلُ @@ وصرف لأنه نكرة . ويقال لقيته سحر أذا لقيته في سحر يومه { نِّعْمَةًَ } إنعاماً ، مفعول له { مَن شَكَرَ } نعمة الله بإيمانه وطاعته { وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ } لوط عليه السلام { بَطْشَتَنَا } أخذتنا بالعذاب { فَتَمَارَوْاْ } فكذبوا { بِٱلنُّذُرِ } متشاكين { فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ } فمسحناها وجعلناها كسائر الوجه لا يرى لها شق . روى أنهم لما عالجوا باب لوط عليه السلام ليدخلوا قالت الملائكة خلهم يدخلوا ، { إِنَّا رُسُلُ رَبّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ } هود 81 فصفقهم جبريل عليه السلام بجناحه صفقة فتركهم يتردّدون لا يهتدون إلى الباب حتى أخرجهم لوط { فَذُوقُواْ } فقلت لهم ذوقوا على ألسنة الملائكة { بُكْرَةً } أوّل النهار وباكره ، كقوله مشرقين ، ومصبحين . وقرأ زيد بن علي رضي الله عنهما « بكرة » ، غير منصرفة ، وتقول أتيته بكرة وغدوة بالتنوين . إذا أردت التنكير ، وبغيره إذا عرّفت وقصدت بكرة نهارك وغدوته { عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } ثابت قد استقرّ عليهم إلى أن يفضى بهم إلى عذاب الآخرة . فإن قلت ما فائدة تكرير قوله { فَذُوقُواْ عَذَابِى وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءانَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } ؟ قلت فائدته أن يجدّدوا عند استماع كل نبإ من أنباء الأوّلين ادكاراً واتعاظاً ، وأن يستأفنوا تنبهاً واستيقاظاً ، إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه ، وأن يقرع لهم العصا مرات ، يقعقع لهم الشن تارات لئلا يغلبهم السهو ولا تستولى عليهم الغفلة ، وهكذا حكم التكرير ، كقوله { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } الرحمٰن 13 عند كل نعمة عدّها في سورة الرحمٰن ، وقوله { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } المرسلات 15 عند كل آية أوردها في سورة والمرسلات ، وكذلك تكرير الأنباء والقصص في أنفسها لتكون تلك العبر حاضرة للقلوب . مصورة للأذهان ، مذكورة غير منسية في كل أوان .