Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 57-62)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ } تحضيض على التصديق إما بالخلق لأنهم وإن كانوا مصدّقين به ، إلا أنهم لما كان مذهبهم خلاف ما يقتضيه التصديق ، فكأنهم مكذبون به . وإما بالبعث لأنّ من خلق أولاً لم يمتنع عليه أن يخلق ثانياً « ما تمنون » ما تمنونه ، أي تقذفونه في الأرحام من النطف ـــ وقرأ أبو السّمّال بفتح التاء ـــ يقال أمنى النطفة ومناها . قال الله تعالى { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } النجم 46 . { تَخْلُقُونَهُ } تقدرونه تصوّرونه { قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ } تقديراً وقسمناه عليكم قسمة الرزق على اختلاف وتفاوت كما تقتضيه مشيئتنا ، فاختلفت أعماركم من قصير وطويل ومتوسط . وقرىء « قدرنا » بالتخفيف . سبقته على الشيء إذا أعجزته عنه وغلبته عليه ولم تمكنه منه ، فمعنى قوله { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَـٰلَكُمْ } أنا قادرون على ذلك لا تغلبوننا عليه ، وأمثالكم جمع مثل أي على أن نبدل منكم ومكانكم أشباهكم من الخلق ، وعلى أن ننشأكم في خلق لا تعلمونها وما عهدتم بمثلها ، يعني أنا نقدر على الأمرين جميعاً على خلق ما يماثلكم ، وما لا يماثلكم فكيف نعجز عن إعادتكم . ويجوز أن يكون { أَمْثَـٰلَكُم } جمع مثل ، أي على أن نبدّل ونغير صفاتكم التي أنتم عليها في خلقكم وأخلاقكم ، وننشئكم في صفات لا تعلمونها . قرىء « النشأة » والنشاءة . وفي هذا دليل على صحة القياس حيث جهَّلهم في ترك قياس النشأة الأخرى على الأولى .