Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 1-6)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
جاء في بعض الفواتح { سَبِّحَ } على لفظ الماضي ، وفي بعضها على لفظ المضارع ، وكل واحد منهما معناه أنّ من شأن من أسند إليه التسبيح أن يسبحه ، وذلك هجيراه وديدنه ، وقد عدى هذا الفعل باللام تارة وبنفسه أخرى في قوله تعالى { وَتُسَبِّحُوهُ } الفتح9 وأصله التعدي بنفسه ، لأنّ معنى سبحته بعدته عن السوء ، منقول من سبح إذا ذهب وبعد ، فاللام لا تخلو إما أن تكون مثل اللام في نصحته ، ونصحت له ، وإما أن يراد بسبح لله أحدث التسبيح لأجل الله ولوجهه خالصاً ، { مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ } ما يتأتى منه التسبيح ويصح . فإن قلت ما محل { يُحْىِ } ؟ قلت يجوز أن لا يكون له محل ، ويكون جملة برأسها كقوله { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ } البقرة 107 وأن يكون مرفوعاً على هو يحيي ويميتُ ، ومنصوباً حالاً من المجرور في له والجار عاملاً فيها . ومعناه يحيي النطف والبيض والموتى يوم القيامة ويميت الأحياء { هُوَ ٱلاْوَّلُ } هو القديم الذي كان قبل كل شيء { وَٱلاْخِرُ } الذي يبقى بعد هلاك كل شيء { وَٱلظَّـٰهِرُ } بالأدلة الدالة عليه { وَٱلْبَـٰطِنُ } لكونه غير مدرك بالحواس . فإن قلت فما معنى الواو ؟ قلت الواو الأولى معناها الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين الأولية والآخرية ، والثالثة على أنه الجامع بين الظهور والخفاء . وأما الوسطى ، فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين ومجموع الصفتين الآخريين ، فهو المستمر الوجود في جميع الأوقات الماضية والآتية ، وهو في جميعها ظاهر وباطن جامع للظهور بالأدلة والخفاء ، فلا يدرك بالحواس . وفي هذا حجة على من جوّز إدراكه في الآخرة بالحاسة . وقيل الظاهر العالي على كل شيء الغالب له ، من ظهر عليه إذا علاه وغلبهُ . والباطن الذي بطن كل شيء ، أي علم باطنه وليس بذاك مع العدول عن الظاهر المفهوم .