Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 7-8)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } يعني أن الأموال التي في أيديكم إنما هي أموال الله بخلقه وإنشائه لها ، وإنما موّلكم إياها ، وخوّلكم الاستمتاع بها ، وجعلكم خلفاء في التصرف فيها ، فليست هي بأموالكم في الحقيقة . وما أنتم فيها إلا بمنزلة الوكلاء والنوّاب ، فأنفقوا منها في حقوق الله ، وليهن عليكم الإنفاق منها كما يهون على الرجل النفقة من مال غيره إذا أذن له فيه . أو جعلكم مستخلفين ممن كان قبلكم فيما في أيديكم بتوريثه إياكم ، فاعتبروا بحالهم حيث انتقل منهم إليكم ، وسينقل منكم إلى من بعدكم فلا تبخلوا به ، وانفعوا بالإنفاق منها أنفسكم { لاَ تُؤْمِنُونَ } حال من معنى الفعل في مالكم ، كما تقول مالك قائماً ، بمعنى ما تصنع قائماً ، أي وما لكم كافرين بالله . والواو في { وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ } واو الحال ، فهما حالان متداخلتان . وقرىء « وما لكم لا تؤمنون بالله ورسوله والرسول يدعوكم » والمعنى وأي عذر لكم في ترك الإيمان والرسول يدعوكم إليه وينبهكم عليه ويتلو عليكم الكتاب الناطق بالبراهين والحجج ، وقبل ذلك قد أخذ الله ميثاقكم بالإيمان حيث ركب فيكم العقول ، ونصب لكم الأدلة ، ومكنكم من النظر ، وأزاح عللكم ، فإذ لم تبق لكم علة بعد أدلة العقول وتنبيه الرسول ، فما لكم لا تؤمنون { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } لموجب مّا فإن هذا الموجب لا مزيد عليه . وقرىء « أخذ ميثاقكم » على البناء للفاعل ، وهو الله عز وجل .