Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 18-19)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كرر الأمر بالتقوى تأكيداً واتقوا الله في أداء الواجبات لأنه قرن بما هو عمل ، واتقوا الله في ترك المعاصي لأنه قرن بما يجري مجرى الوعيد . والغد يوم القيامة ، سماه باليوم الذي يلي يومك تقريباً له وعن الحسن لم يزل يقربه حتى جعله كالغد . ونحوه قوله تعالى { كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلأَمْسِ } يونس 24 يريد تقريب الزمان الماضي . وقيل عبر عن الآخرة بالغد كأن الدنيا والآخرة نهاران يوم وغد . فإن قلت ما معنى تنكير النفس والغد ؟ قلت أما تنكير النفس فاستقلال للأنفس النواظر فيما قد مْنَ للآخرة ، كأنه قال فلتنظر نفس واحدة في ذلك . وأما تنكير الغد فلتعظيمه وإبهام أمره ، كأنه قيل لغد لا يعرف كنهه لعظمه . وعن مالك بن دينار مكتوب على باب الجنة وجدنا ما عملنا ، ربحنا ما قدّمنا . خسرنا ما خلفنا { نَسُواْ ٱللَّهَ } نسوا حقه ، فجعلهم ناسين حق أنفسهم بالخذلان ، حتى لم يسعوا لها بما ينفعهم عنده . أو فأراهم يوم القيامة من الأهوال ما نسوا فيه أنفسهم ، كقوله تعالى { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } إبراهيم 43 .