Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 6-7)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَاء ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ } جعله له فيئاً خاصة . والإيجاف من الوجيف . وهو السير السريع . ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في الإفاضة من عرفات . 1155 " ليس البرّ بإيجاف الخيل ولا إيضاع الإبل على هينتكم " ومعنى { فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ } فما أوجفتم على تحصيله وتغنمه خيلاً ولا ركاباً ، ولا تعبتم في القتال عليه ، وإنما مشيتم إليه على أرجلكم . والمعنى أنّ ما خوّل الله رسوله من أموال بني النضير شيء لم تحصلوه بالقتال والغلبة ، ولكن سلطه الله عليهم وعلى ما في أيديهم كما كان يسلط رسله على أعدائهم ، فالأمر فيه مفوّض إليه يضعه حيث يشاء ، يعني أنه لا يقسم قسمة الغنائم التي قوتل عليها وأخذت عنوة وقهراً ، وذلك أنهم طلبوا القسمة فنزلت . لم يدخل العاطف على هذه الجملة ، لأنها بيان للأولى ، فهي منها غير أجنبية عنها . بين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصنع بما أفاء الله عليه ، وأمره أن يضعه حيث يضع الخمس من الغنائم مقسوماً على الأقسام الخمسة « والدولة والدولة » - بالفتح والضم - وقد قرىء بهما ما يدول للإنسان ، أي يدور من الجد . يقال دالت له الدولة . وأديل لفلان . ومعنى قوله تعالى { كي لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَاء مِنكُمْ } كيلا يكون الفيء الذي حقه أن يعطى الفقراء ليكون لهم بلغة يعيشون بها جداً بين الأغنياء يتكاثرون به . أو كيلا يكون دولة جاهلية بينهم . ومعنى الدولة الجاهلية أن الرؤساء منهم كانوا يستأثرون بالغنيمة لأنهم أهل الرياسة والدولة والغلبة ، وكانوا يقولون من عزّ بزّ . والمعنى كيلا يكون أخذه غلبة وأثرة جاهلية . ومنه قول الحسن اتخذوا عباد الله خولا ، ومال الله دولاً ، يريد من غلب منهم أخذه واستأثر به . وقيل « الدولة » ما يتداول ، كالغرفة اسم ما يغترف ، يعني كيلا يكون الفيء شيئاً يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاورونه ، فلا يصيب الفقراء ، والدولة - بالفتح - بمعنى التداول ، أي كيلا يكون ذا تداول بينهم . أو كيلا يكون إمساكه تداولاً بينهم لا يخرجونه إلى الفقراء ، وقرىء « دولة » بالرفع على « كان » التامة كقوله تعالى { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ } البقرة280 يعني كيلا يقع دولة جاهلية ولينقطع أثرها أو كيلا يكون تداول له بينهم . أو كيلا يكون شيء متعاور بينهم غير مخرج إلى الفقراء { وَمَا ءاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ } من قسمة غنيمة أو فيء { فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ } عن أخذه منها { فَٱنتَهُواْ } عنه ولا تتبعه أنفسكم { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أن تخالفوه وتتهاونوا بأوامره ونواهيه { إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } لمن خالف رسوله ، والأجود أن يكون عاماً في كل ما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عنه ، وأمر الفيء داخل في عمومه . وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه لقي رجلاً محرماً وعليه ثيابه فقال له انزع عنك هذا فقال الرجل اقرأ عليّ في هذا آية من كتاب الله . قال نعم ، فقرأها عليه .