Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 122-123)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مثل الذي هداه الله بعد الضلالة ومنحه التوفيق لليقين الذي يميز به بين المحق والمبطل والمهتدي والضال ، بمن كان ميتاً فأحياه الله وجعل له نوراً يمشي به في الناس مستضيئاً به ، فيميز بعضهم من بعض ، ويفصل بين حلاهم ومن بقي على الضلالة بالخابط في الظلمات لا ينفك منها ولا يتخلص ومعنى قوله { كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا } كمن صفته هذه وهي قوله { فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا } بمعنى هو في الظلمات ليس بخارج منها ، كقوله تعالى { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ } محمد 15 أي صفتها هذه ، وهي قوله { فِيهَا أَنْهَارٌ } . { زُيّنَ لِلْكَـٰفِرِينَ } أي زينه الشيطان ، أو الله عزّ وعلا على قوله { زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَـٰلَهُمْ } النمل 4 ويدل عليه قوله { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَةٍ أَكَـٰبِرَ مُجْرِمِيهَا } يعني وكما جعلنا في مكة صناديدها ليمكروا فيها ، كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها لذلك . ومعناه خليناهم ليمكروا وما كففناهم عن المكر ، وخصّ الأكابر لأنهم هم الحاملون على الضلال والماكرون بالناس ، كقوله { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } الإسراء 16 وقرىء « أكبر مجرميها » على قولك هم أكبر قومهم ، وأكابر قومهم { وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ } لأنّ مكرهم يحيق بهم . وهذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديم موعد بالنصرة عليهم . روي أن الوليد بن المغيرة قال لو كانت النبوة حقاً لكنت أولى بها منك ، لأني أكبر منك سناً وأكثر منك مالاً . وروي أن أبا جهل قال زاحمنا بني عبد مناف في الشرف ، حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا منا نبيّ يوحى إليه ، والله لا نرضى به ولا نتبعه أبداً إلاّ أن يأتينا وحي كما يأتيه ، فنزلت ونحوها قوله تعالى { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُنَشَّرَة } المدثر 52 .