Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 59-59)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

جعل للغيب مفاتح على طريق الاستعارة ، لأنّ المفاتح يتوصل بها إلى ما في المخازن المتوثق منها بالأغلاق والأقفال . ومن علم مفاتحها وكيف تفتح ، توصل إليها ، فأراد أنه هو المتوصل إلى المغيبات وحده لا يتوصل إليها غيره كمن عنده مفاتح أقفال المخازن ويعلم فتحها ، فهو المتوصل إلى ما في المخازن . والمفاتح جمع مفتح وهو المفتاح . وقرىء « مفاتيح » ، وقيل هي جمع مفتح - بفتح الميم - وهو المخزن . { وَلاَ حَبَّةٍ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ } عطف على ورقة وداخل في حكمها ، كأنه قيل وما يسقط من شيء من هذه الأشياء إلا يعلمه . وقوله { إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } كالتكرير لقوله { إِلاَّ يَعْلَمُهَا } لأنّ معنى { إِلاَّ يَعْلَمُهَا } ومعنى { إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } واحد . والكتاب المبين علم الله تعالى ، أو اللوح وقرىء « ولا حبةٌ ، ولا رطبٌ ، ولا يابسٌ » بالرفع . وفيه وجهان أن يكون عطفاً على محل { مِن وَرَقَةٍ } وأن يكون رفعاً على الابتداء وخبره { إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } كقولك لا رجل منهم ولا امرأة إلاّ في الدار .