Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 65-67)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هُوَ ٱلْقَادِرُ } هو الذي عرفتموه قادراً وهو الكامل القدرة { عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ } كما أمطر على قوم لوط وعلى أصحاب الفيل الحجارة ، وأرسل على قوم نوح الطوفان { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } كما أغرق فرعون وخسف بقارون ، وقيل من فوقكم من قبل أكابركم وسلاطينكم . ومن تحت أرجلكم من قبل سفلتكم وعبيدكم . وقيل هو حبس المطر والنبات { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } أو يخلطكم فرقاً مختلفين على أهواء شتى ، كل فرقة منكم مشايعة لإمام . ومعنى خلطهم أن ينشب القتال بينهم فيختلطوا ويشتبكوا في ملاحم القتال ، من قوله @ وَكَتِيبَةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتِيبَة حَتَّى إذَا الْتَبَسَتْ نَفَضْتُ لَهَا يَدِي @@ وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 378 " سألت الله أن لا يبعث على أمتي عذاباً من فوقهم أو من تحت أرجلهم فأعطاني ذلك ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني ، وأخبرني جبريل أنّ فناء أمتي بالسيف " ، وعن جابر بن عبد الله 379 لما نزل { مّن فَوْقِكُمْ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعوذ بوجهك " فلما نزل { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } قال " هاتان أهون " ومعنى الآية الوعيد بأحد أصناف العذاب المعدودة . والضمير في قوله { وَكَذَّبَ بِهِ } راجع إلى العذاب { وَهُوَ ٱلْحَقُّ } أي لا بدّ أن ينزل بهم { قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } بحفيظ وكُل إليَّ أمركم أمنعكم من التكذيب إجباراً ، إنما أنا منذر { لِّكُلِّ نَبَإٍ } لكل شيء ينبأ به ، يعني إنباءهم بأنهم يعذبون وإيعادهم به { مُّسْتَقِرٌّ } وقت استقرار وحصول لا بدّ منه . وقيل الضمير في { نَبَإٍ } للقرآن .