Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 68-69)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَخُوضُونَ فِى ءايَـٰتِنَا } في الاستهزاء بها والطعن فيها وكانت قريش في أنديتهم يفعلون ذلك { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } فلا تجالسهم وقم عنهم { حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ } فلا بأس أن تجالسهم حينئذ { وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَـٰنُ } وإن شغلك بوسوسته حتى تنسى النهي عن مجالستهم { فَلاَ تَقْعُدْ } معهم { بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ } بعد أن تذكر النهي . وقرىء « ينسينك » بالتشديد . ويجوز أن يراد وإن كان الشيطان ينسينك قبل النهي قبح مجالسة المستهزئين لأنها مما تنكره العقول { فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ } بعد أن ذكرناك قبحها ونبهناك عليه معهم { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مّن شَىْءٍ } وما يلزم المتقين الذين يجالسونهم شيء مما يحاسبون عليه من ذنوبهم { وَلَـٰكِن } عليهم أن يذكروهم { ذِكْرَىٰ } إذا سمعوهم يخوضون ، بالقيام عنهم ، وإظهار الكراهة لهم ، وموعظتهم { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } لعلهم يجتنبون الخوض حياء أو كراهة لمساءتهم . ويجوز أن يكون الضمير للذين يتقون ، أي يذكرونهم إرادة أن يثبتوا على تقواهم ويزدادوها . وروي أن المسلمين قالوا لئن كنا نقوم كلما استهزؤا بالقرآن لم نستطع أن نجلس في المسجد الحرام وأن نطوف ، فرخص لهم . فإن قلت ما محل { ذِكْرَىٰ } ؟ قلت يجوز أن يكون نصباً على ولكن يذكرونهم ذكرى ، أي تذكيراً . ورفعاً على ولكن عليهم ذكرى . ولا يجوز أن يكون عطفاً على محل { مِن شَىْءٍ } ، كقولك ما في الدار من أحد ولكن زيد ، لأنّ قوله { مِنْ حِسَابِهِم } يأبى ذلك .