Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 6-8)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هاد يهود إذا تهود { أَوْلِيَاء لِلَّهِ } كانوا يقولون . نحن أبناء الله وأحباؤه ، أي إن كان قولكم حقاً وكنتم على ثقة { فَتَمَنَّوُاْ } على الله أن يميتكم وينقلكم سريعاً إلى دار كرامته التي أعدّها لأوليائه ، ثم قال { وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً } بسبب ما قدّموا من الكفر ، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم 1172 " والذي نفسي بيده لا يقولها أحد منكم إلا غص بريقه " فلولا أنهم كانوا موقنين بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لتمنوا ، ولكنهم علموا أنهم لو تمنوا لماتوا من ساعتهم ولحقهم الوعيد ، فما تمالك أحد منهم أن يتمنى وهي إحدى المعجزات . وقرىء « فتمنوا الموت » بكسر الواو ، تشبيهاً بلو استطعنا . ولا فرق بين « لا » و « لن » في أن كل واحدة منهما نفي للمستقبل ، إلا أن في « لن » تأكيداً وتشديداً ليس في « لا » فأتى مرّة بلفظ التأكيد { وَلَن يَتَمَنَّوْهُ } البقرة 95 ومرّة بغير لفظه { وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ } الجمعة 7 ثم قيل لهم { إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ } ولا تجسرون أن تتمنوه خيفة أن تؤخذوا بوبال كفركم لا تفوتونه وهو ملاقيكم لا محالة { ثُمَّ تُرَدُّونَ } إلى الله فيجازيكم بما أنتم أهله من العقاب . وقرأ زيد بن علي رضي الله عنه إنه ملاقيكم . وفي قراءة ابن مسعود تفرون منه ملاقيكم ، وهي ظاهرة . وأما التي بالفاء ، فلتضمن الذي معنى الشرط ، وقد جعل { إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ } كلاماً برأسه في قراءة زيد ، أيإن الموت هو الشيء الذي تفرّون منه ، ثم استؤنف إنه ملاقيكم .