Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 13-14)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ظاهره الأمر بأحد الأمرين الإسرار والإجهار . ومعناه ليستو عندكم إسراركم وإجهاركم في علم الله بهما ، ثم أنه علله بـــ بإنه عليم بذات الصدور أي بضمائرها قبل أن تترجم الألسنة عنها ، فكيف لا يعلم ما تكلم به . ثم أنكر أن لا يحيط علماً بالمضمر والمسر والمجهر { مَنْ خَلَـقَ } الأشياء ، وحاله أنه اللطيف الخبير ، المتوصل علمه إلى ما ظهر من خلقه وما بطن . ويجوز أن يكون { مَنْ خَلَـقَ } منصوباً بمعنى ألا يعلم مخلوقه وهذه حاله . وروي أنّ المشركين كانوا يتكلمون فيما بينهم بأشياء ، فيظهر الله رسوله عليها ، فيقولون أسروا قولكم لئلا يسمعه إله محمد ، فنبه الله على جهلهم . فإن قلت قدرت في { أَلاَ يَعْلَمُ } مفعولاً على معنى ألا يعلم ذلك المذكور مما أضمر في القلب وأظهر باللسان من خلق ، فهلا جعلته مثل قولهم هو يعطي ويمنع وهلا كان المعنى ألا يكون عالماً من هو خالق لأنّ الخلق لا يصح إلا مع العلم ؟ قلت أبت ذلك الحال التي هي قوله { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } لأنك لو قلت ألا يكون عالماً من هو خالق وهو اللطيف الخبير لم يكن معنى صحيحاً لأنّ ألا يعلم معتمد على الحال . والشيء لا يوقت بنفسه ، فلا يقال ألا يعلم وهو عالم ، ولكن ألا يعلم كذا وهو عالم بكل شيء .