Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 42-43)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الكشف عن الساق والإبداء عن الخدام مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب ، وأصله في الروع والهزيمة وتشمير المخدرات عن سوقهنّ في الهرب ، وإبداء خدامهن عند ذلك . قال حاتم @ أَخُو الْحَرْبِ إنْ غَضَّتْ بِهِ الْحَرْبُ عَضَّهَا وَإنْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِهَا الْحَرْبُ شَمَّرَا @@ وقال ابن الرقيات @ تُذْهِلُ الشَّيْخَ عَنْ بَنِيهِ وَتُبْدِي عَنْ خِدَامِ الْعَقِيلَةِ الْعَذْرَاءِ @@ فمعنى { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } في معنى يوم يشتدّ الأمر ويتفاقم ، ولا كشف ثم ولا ساق ، كماتقول للأقطع الشحيح يده مغلولة ، ولا يد ثم ولا غل وإنما هو مثل في البخل . وأما من شبه فلضيق عطنه وقلة نظره في علم البيان ، والذي غرّه منه حديث ابن مسعود رضي الله عنه 1220 " يكشف الرحمٰن عن ساقه فأمّا المؤمنون فيخرّون سجداً ، وأما المنافقون فتكون ظهورهم طبقاً طبقاً كأنّ فيها سفافيد " ومعناه يشتد أمر الرحمٰن ويتفاقم هوله ، وهو الفزع الأكبر يوم القيامة ، ثم كان من حق الساق أن تعرف على ما ذهب إليه المشبه ، لأنها ساق مخصوصة معهودة عنده وهي ساق الرحمٰن . فإن قلت فلم جاءت منكرة في التمثيل ؟ قلت للدلالة على أنه أمر مبهم في الشدة منكر خارج عن المألوف ، كقوله { يَوْمَ يَدْعُو ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَىْء نُّكُرٍ } القمر 6 كأنه قيل يوم يقع أمر فظيع هائل ويحكى هذا التشبيه عن مقاتل وعن أبي عبيدة خرج من خراسان رجلان ، أحدهما شبه حتى مثل ، وهو مقاتل بن سليمان ، والآخر نفي حتى عطل وهو جهم بن صفوان ومن أحس بعظم مضارّ فقد هذا العلم علم مقدار عظم منافعه . وقرىء « يوم نكشف » بالنون . وتكشف بالتاء على البناء للفاعل والمفعول جميعاً ، والفعل للساعة أو للحال ، أي يوم تشتدّ الحال أو الساعة ، كما تقول كشفت الحرب عن ساقها ، على المجاز . وقرىء « تكشف » بالتاء المضمومة و كسر الشين ، من أكشف إذا دخل في الكشف . ومنه . أكشف الرجل فهو مكشف ، إذا انقلبت شفته العليا . وناصب الظرف فليأتوا . أو إضمار « اذكر » أو يوم يكشف عن ساق كان كيت وكيت ، فحذف للتهويل البليغ . وإن ثم من الكوائن ما لا يوصف لعظمه . عن ابن مسعود رضي الله عنه تعقم أصلابهم واحداً ، أي ترد عظاماً بلا مفاصل لا تنثني عند الرفع والخفض . وفي الحديث وتبقى أصلابهم طبقا واحدا ، أيّ ، فقارة واحدة . فإن قلت لم يدعون إلى السجود ولا تكليف ؟ قلت لا يدعون إليه تعبداً وتكليفاً ، ولكن توبيخاً وتعنيفاً على تركهم السجود في الدنيا ، مع إعقام أصلابهم والحيلولة بينهم وبين الاستطاعة تحسيراً لهم وتنديماً على ما فرّطوا فيه حين دعوا إلى السجود ، وهم سالمون الأصلاب والمفاصل يمكنون مزاحو العلل فيما تعبدوا به .