Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 44-45)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقال ذرني وإياه ، يريدون كله إليّ ، فإني أكفيكه ، كأنه يقول حسبك إيقاعاً به أن تكل أمره إليّ وتخلي بيني وبينه ، فإني عالم بما يجب أن يفعل به مطيق له ، والمراد حسبي مجازياً لمن يكذب بالقرآن ، فلا تشغل قلبك بشأنه وتوكل عليّ في الانتقام منه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتهديداً للمكذبين . استدرجه إلى كذا إذا استنزله إليه درجة فدرجة ، حتى يورّطه فيه . واستدراج الله العصاة أن يرزقهم الصحة والنعمة ، فيجعلوا رزق الله ذريعة ومتسلقاً إلى ازدياد الكفر والمعاصي { مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } أي من الجهة التي لا يشعرون أنه استدراج وهو الإنعام عليهم ، لأنهم يحسبونه إيثاراً لهم وتفضيلاً على المؤمنين ، وهو سبب لهلاكهم { وَأُمْلِى لَهُمْ } وأمهلهم ، كقوله تعالى { إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً } آل عمران178 والصحة والرزق والمدّ في العمر إحسان من الله وإفضال يوجب عليهم الشكر والطاعة ، ولكنهم يجعلونه سبباً في الكفر باختيارهم ، فلما تدرّجوا به إلى الهلاك وصف المنعم بالاستدراج . وقيل كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه . وسمي إحسانه وتمكينه كيداً كما سماه استدراجاً ، لكونه في صورة الكيد حيث كان سبباً للتورّط في الهلكة ، ووصفه بالمتانة لقوّة أثر إحسانه في التسبب للهلاك .