Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 19-24)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَمَّا } تفصيل للعرض ها صوت يصوّت به فيفهم منه معنى « خذ » كأفّ وحس ، وما أشبه ذلك . و { كِتَـٰبيَهْ } منصوب بهاؤم عند الكوفيين ، وعند البصريين باقرؤا ، لأنه أقرب العاملين . وأصله هاؤم كتابي اقرؤا كتابي ، فحذف الأوّل لدلالة الثاني عليه . ونظيره { اتُونِى أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً } الكهف 96 ، قالوا ولو كان العامل الأوّل لقيل اقرؤه وأفرغه ، والهاء في { كِتَـٰبيَهْ } للسكت ، وكذلك في { حِسَابِيَهْ } و { مَالِيَهْ } و { سُلْطَـٰنِيَهْ } وحق هذه الهآت أن تثبت في الوقف وتسقط في الوصل ، وقد استحب إيثار الوقف إيثاراً لثباتها في المصحف . وقيل لا بأس بالوصل والإسقاط . وقرأ ابن محيصن بإسكان الياء بغير هاء . وقرأ جماعة بإثبات الهاء في الوصل والوقف جميعاً لاتباع المصحف { ظَنَنتُ } علمت . وإنما أجري الظن مجرى العلم ، لأن الظن الغالب يقام مقام العلم في العادات والأحكام . ويقال أظن ظناً كاليقين أنّ الأمر كيت وكيت { رَّاضِيَةٍ } منسوبة إلى الرضا كالدارع والنابل . والنسبة نسبتان نسبة بالحرف ، ونسبة بالصيغة . أو جعل الفعل لها مجازاً وهو لصاحبها { عَالِيَةٍ } مرتفعة المكان في السماء . أو رفيعة الدرجات . أو رفيعة المباني والقصور والأشجار { دَانِيَةٌ } ينالها القاعد والنائم . يقال لهم { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً } أكلا وشرباً هنيئاً . أو هنيتم هنيئاً على المصدر { بِمَا أَسْلَفْتُمْ } بما قدمتم من الأعمال الصالحة { فِى ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } الماضية من أيام الدنيا . وعن مجاهد أيام الصيام ، أي كلوا واشربوا بدل ما أمسكتم عن الأكل والشرب لوجه الله . وروى يقول الله عز وجل يا أوليائي طالما نظرت إليكم في الدنيا وقد قلصت شفاهكم عن الأشربة وغارت أعينكم ، وخمصت بطونكم ، فكونوا اليوم في نعيمكم ، وكلوا وأشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية .