Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 13-18)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أسند الفعل إلى المصدر ، وحسن تذكيره للفصل . وقرأ أبو السمال « نفخة واحدة » بالنصب مسنداً للفعل إلى الجار والمجرور . فإن قلت هما نفختان ، فلم قيل واحدة ؟ قلت معناه أنها لا تثني في وقتها . فإن قلت فأي النفختين هي ؟ قلت الأولى لأن عندها فساد العالم ، وهكذا الرواية عن ابن عباس . وقد روى عنه أنها الثانية . فإن قلت أما قال بعد ، { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } والعرض إنما هو عند النفخة الثانية ؟ قلت جعل اليوم إسماً للحين الواسع الذي تقع فيه النفختان والصعقة والنشور والوقوف والحساب ، فلذلك قيل { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } كما تقول جئته عام كذا وإنما كان مجيئك في وقت واحد من أوقاته { وَحُمِلَتِ } ورفعت من جهاتها بريح بلغت من قوّة عصفها أنها تحمل الأرض والجبال . أو بخلق من الملائكة . أو بقدرة اللَّه من غير سبب . وقرىء « وحملت » بحذف المحمل وهو أحد الثلاثة { فَدُكَّتَا } فدكت الجملتان جملة الأرضين وجملة الجبال ، فضرب بعضها ببعض حتى تندقّ وترجع كثيباً مهيلا وهباء منبثاً والدك أبلغ من الدق . وقيل فبسطتا بسطة واحدة ، فصارتا أرضاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا ، من قولك اندكّ السنام إذا انفرش وبعير أدك وناقة دكاء . ومنه الدكان { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ 15 } فحينئذٍ نزلت النازلة وهي القيامة { وَاهِيَةٌ } مسترخية ساقطة القوّة جدّا بعد ما كانت محكمة مستمسكة . يريد والخلق الذي يقال له الملك ، وردّ إليه الضمير مجموعاً في قوله { فَوْقَهُمُ } على المعنى فإن قلت ما الفرق بين قوله { وَٱلْمَلَكُ } ، وبين أن يقال والملائكة ؟ قلت الملك أعمّ من الملائكة ، ألا ترى أن قولك ما من ملك إلا وهو شاهد ، أعم من قولك ما من ملائكة { عَلَىٰ أَرْجَآئِهَا } على جوانبها الواحد رجا مقصور ، يعني أنها تنشق ، وهي مسكن الملائكة ، فينضوون إلى أطرافها وما حولها من حافاتها { ثَمَـٰنِيَةٌ } أي ثمانية منهم . وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم 1224 " هم اليوم أربعة ، فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين فيكونون ثمانية " وروي ثمانية أملاك أرجلهم في تخوم الأرض السابعة ، والعرش فوق رؤوسهم ، وهم مطرقون مسبحون . وقيل بعضهم على صورة الإنسان ، وبعضهم على صورة الأسد ، وبعضهم على صورة الثور ، وبعضهم على صورة النسر . وروي ثمانية أملاك في خلق الأوعال ، ما بين أظلافها إلى ركبها مسيرة سبعين عاماً . وعن شهر بن حوشب أربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك وأربعة يقولون سبحانك اللهم وبحمدك ، لك الحمد على حلمك بعد علمك وعن الحسن الله أعلم كم هم ، أثمانية أم ثمانية آلاف ؟ وعن الضحاك ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلا الله . ويجوز أن تكون الثمانية من الروح ، أو من خلق آخر ، فهو القادر على كل خلق ، { سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } يس36 . العرض عبارة عن المحاسبة والمساءلة . شبه ذلك بعرض السلطان العسكر لتعرف أحواله . وروى أنّ في يوم القيامة ثلاثة عرضات . فأما عرضتان فاعتذار واحتجاج وتوبيخ ، وأما الثالثة ففيها تنشر الكتب فيأخذ الفائز كتابه بيمينه والهالك كتابه بشماله { خَافِيَةٌ } سريرة وحال كانت تخفي في الدنيا بستر اللَّه عليكم .