Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 145-147)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكروا في عدد الألواح وفي جوهرها وطولها أنها كانت عشرة ألواح وقيل سبعة . وقيل لوحين ، وأنها كانت من زمرّد جاء بها جبريل عليه السلام . وقيل من زبرجدة خضراء وياقوتة حمراء . وقيل أمر الله موسى بقطعها من صخرة صماء لينها له ، فقطعها بيده وشقها بأصابعه . وعن الحسن كانت من خشب نزلت من السماء فيها التوراة ، وأن طولها كان عشرة أذرع . وقوله { مِن كُلّ شَىْء } في محل النصب مفعول كتبنا . و { مَّوْعِظَةٌ } وتفصيلاً بدل منه . والمعنى كتبنا له كل شيء كان بنو إسرائيل محتاجين إليه في دينهم من المواعظ وتفصيل الأحكام . وقيل أنزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير ، يقرأ الجزأ منه في سنة لم يقرأها إلاّ أربعة نفر موسى ، ويوشع ، وعزير ، وعيسى عليهم السلام . وعن مقاتل كتب في الألواح إني أنا الله الرحمٰن الرحيم ، لا تشركوا بي شيئاً ، ولا تقطعوا السبيل ، ولا تحلفوا بإسمي كاذبين فإن من حلف بإسمي كاذباً فلا أزكيه ، ولا تقتلوا ولا تزنوا ولا تعقوا الوالدين { فَخُذْهَا } فقلنا له خذها ، عطفاً على كتبنا ، ويجوز أن يكون بدلاً من قوله { فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ } الأعراف 144 والضمير في { خُذْهَا } للألواح ، أو لكل شيء ، لأنه في معنى الأشياء ، أو للرسالات ، أو للتوراة . ومعنى { بِقُوَّةٍ } بجدّ وعزيمة فعل أولي العزم من الرسل { يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا } أي فيها ما هو حسن وأحسن ، كالاقتصاص ، والعفو ، والانتصار ، والصبر . فمرهم أن يحملوا على أنفسهم في الأخذ بما هو أدخل في الحسن وأكثر للثواب ، كقوله تعالى { وَٱتَّبِعُـواْ أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُـمْ } الزمر 55 وقيل يأخذوا بما هو واجب أو ندب ، لأنه أحسن من المباح . ويجوز أن يراد يأخذوا بما أمروا به ، دون ما نهوا عنه ، على قولك الصيف أحرّ من الشتاء { سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَـٰسِقِينَ } يريد دار فرعون وقومه وهي مصر ، كيف أقفرت منهم ودمّروا لفسقهم ، لتعتبروا فلا تفسقوا مثل فسقهم فينكل بكم مثل نكالهم . وقيل منازل عاد وثمود والقرون الذين أهلكهم الله لفسقهم في ممرّكم عليها في أسفاركم . وقيل دار الفاسقين نار جهنم . وقرأ الحسن « سأوريكم » وهي لغة فاشية بالحجاز . يقال أورني كذا ، وأوريته . ووجهه أن تكون من أوريت الزند كأنَّ المعنى بيّنه لي وأنره لأستبينه وقرىء « سأورثكم » قراءة حسنة يصححها قوله { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ } الأعراف 137 . { سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَـٰتِي } بالطبع على قلوب المتكبرين وخذلانهم ، فلا يفكرون فيها ولا يعتبرون بها ، غفلة وانهماكاً فيما يشغلهم عنها من شهواتهم . وعن الفضيل بن عياض ذكر لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 399 " إذا عظمت أمّتي الدنيا نزع عنها هيبة الإسلام ، وإذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي " وقيل سأصرفهم عن إبطالها وإن اجتهدوا كما اجتهد فرعون أن يبطل آية موسى ، بأن جمع لها السحرة ، فأبى الله إلاَّ علو الحقّ وانتكاس الباطل . ويجوز سأصرفهم عنها وعن الطعن فيها والاستهانة بها . وتسميتها سحراً بإهلاكهم . وفيه إنذار للمخاطبين من عاقبة الذين يصرفون عن الآيات لتكبرهم وكفرهم بها ، لئلا يكونوا مثلهم فيسلك بهم سبيلهم { بِغَيْرِ ٱلْحَقّ } فيه وجهان أن يكون حالاً بمعنى يتكبرون غير محقين ، لأن التكبر بالحقّ لله وحده . وأن يكون صلة لفعل التكبر ، أي يتكبرون بما ليس بحق وما هم عليه من دينهم { وَإِن يَرَوْا كُلَّ ءَايَةٍ } من الآيات المنزلة عليهم { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } وقرأ مالك بن دينار « وإن يروا » بضم الياء . وقرىء « سبيل الرشد » و « الرشد » و « الرشاد » ، كقولهم السقم والسقم والسقام . وما أسفه من ركب المفازة ، فإن رأى طريقاً مستقيماً أعرض عنه وتركه ، وإن رأى معتسفاً مردياً أخذ فيه وسلكه ، ففاعل نحو ذلك في دينه أسفه { ذٰلِكَ } في محل الرفع أو النصب على معنى ذلك الصرف بسبب تكذيبهم أو صرفهم الله ذلك الصرف بسبب { وَلِقَاء ٱلآخِرَةِ } يجوز أن يكون من إضافة المصدر إلى المفعول به . أي ولقائهم الآخرة ومشاهدتهم أحوالها ، ومن إضافة المصدر إلى الظرف بمعنى ولقاء ما وعد الله في الآخرة .