Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 160-160)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَطَّعْنَـٰهُمُ } وصيرناهم قطعاً ، أي فرقاً وميزنا بعضهم من بعض لقلة الألفة بينهم . وقرىء « وقطعناهم » بالتخفيف { ٱثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا } كقولك اثنتي عشرة قبيلة . والأسباط أولاد الولد ، جمع سبط وكانوا اثنتي عشرة قبيلة من اثني عشر ولداً من ولد يعقوب عليه السلام . فإن قلت مميز ما عدا العشرة مفرد ، فما وجه مجيئه مجموعاً ؟ وهلاّ قيل اثني عشر سبطاً ؟ قلت لو قيل ذلك لم يكن تحقيقاً لأنّ المراد وقطعناهم اثنتي عشرة قبيلة ، وكل قبيلة أسباط لا سبط ، فوضع أسباطاً موضع قبيلة . ونظيره @ بينَ رِمَاحِيْ مَالِكٍ وَنَهْشَلِ @@ و { أُمَمًا } بدل من اثنتي عشرة بمعنى وقطعناهم أمماً لأنّ كل أسباط كانت أمة عظيمة وجماعة كثيفة العدد ، وكل واحدة كانت تؤم خلاف ما تؤمّه الأخرى ، لا تكاد تأتلف . وقرىء « اثنتي عشرة » بكسر الشين { فَٱنبَجَسَتْ } فانفجرت . والمعنى واحد ، وهو الانفتاح بسعة وكثرة قال العجاج @ وَكَيْفَ غَرْبِيّ دَالِجٍ تَبَجَّسَا @@ فإن قلت فهلا قيل فضرب فانبجست ؟ قلت لعدم الإلباس ، وليجعل الإنبجاس مسبباً عن الإيحاء بضرب الحجر للدلالة على أنّ الموحى إليه لم يتوقف عن اتباع الأمر ، وأنه من انتفاء الشكّ عنه بحيث لا حاجة إلى الإفصاح به . من قوله { كُلَّ أُنَاسٍ } نظير قوله اثنتي عشرة أسباطاً ، يريد كل أمّة من تلك الأمم الثنتي عشرة ، والأناس ، اسم جمع غير تكسير ، نحو . رخال وتناء وتؤام وأخوات لها . ويجوز أن يقال إن الأصل الكسر والتكسير ، والضمة بدل من الكسرة ، كما أبدلت في نحو . سكارى وغيارى من الفتحة { وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْغَمَـٰمَ } وجعلناه ظليلاً عليهم في التيه ، و { كُلُواْ } على إرادة القول { وَمَا ظَلَمُونَا } وما رجع إلينا ضرر ظلمهم بكفرانهم النعم ، ولكن كانوا يضرون أنفسهم . ويرجع وبال ظلمهم إليهم .