Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 172-174)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مِن ظُهُورِهِمْ } بدل من بني آدم بدل البعض من الكل . ومعنى أخذ ذرّياتهم من ظهورهم إخراجهم من أصلابهم نسلاً وإشهادهم على أنفسهم . قوله { أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَا } من باب التمثيل والتخييل ! ٰ ومعنى ذلك أنه نصب لهم الأدلة على ربوبيته ووحدانيته ، وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها فيهم وجعلها مميزة بين الضلالة والهدى ، فكأنه أشهدهم على أنفسهم وقررهم وقال لهم ألست بربكم ؟ وكأنهم قالوا بلى أنت ربنا ، شهدنا على أنفسنا وأقررنا بوحدانيتك . وباب التمثيل واسع في كلام الله تعالى ورسوله عليه الصلاة و السلام ، وفي كلام العرب . ونظيره قوله تعالى { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىْء إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } النحل 40 ، { فَقَالَ لَهَا وَلِلاْرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } فصلت 11 وقوله @ إِذْ قَالَتِ الأَنْسَاعُ لِلْبَطْنِ الْحَقِ قَالَتْ لَهُ رِيحُ الصَّبَا قَرْقَارِ @@ ومعلوم أنه لا قول ثَمَّ ، وإنما هو تمثيل وتصوير للمعنى { وأَن تَقُولُواْ } مفعول له ، أي فعلنا ذلك من نصب الأدلة الشاهدة على صحتها العقول ، كراهة { أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَـٰفِلِينَ } لم ننبه عليه { أو } كراهة { أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ ءابَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذرية من بعدهم } فاقتدينا بهم ، لأن نصب الأدلة على التوحيد وما نبهوا عليه قائم معهم ، فلا عذر لهم في الإعراض عنه والإقبال على التقليد والاقتداء بالآباء . كما لا عذر لآبائهم في الشرك - وأدلة التوحيد منصوبة لهم - فإن قلت بنو آدم وذرّياتهم من هم ؟ قلت عنى ببني آدم أسلاف اليهود الذين أشركوا بالله ، حيث قالوا عزير ابن الله . وبذرياتهم الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخلافهم المقتدين بآبائهم . والدليل على أنها من المشركين وأولادهم قوله { أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ ءابَاؤُنَا مِن قَبْلُ } والدليل على أنها في اليهود الآيات التي عطفت عليها هي ، والتي عطفت عليها وهي على نمطها وأسلوبها ، وذلك قوله { وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ } الأعراف 163 ، { وإِذْ قَالَتِ أُمَّةٌ مّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ } الأعراف 164 ، { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } الأعراف 167 ، { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ } الأعراف 171 . { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِى ءاتَيْنَـٰهُ ءايَـٰتِنَا } الأعراف 175 . { أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلْمُبْطِلُونَ } أي كانوا السبب في شركنا لتأسيسهم الشرك ، وتقدّمهم فيه ، وتركه سنة لنا { وَكَذٰلِكَ } ومثل ذلك التفصيل البليغ { نُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ } لهم { وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } وإرادة أن يرجعوا عن شركهم نفصلها . وقرىء « ذريتهم » على التوحيد . وأن يقولوا بالياء .