Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 191-193)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أجريت الأصنام مجرى أولي العلم في قوله { وَهُمْ يُخْلَقُونَ } بناء على اعتقادهم فيها وتسميتهم إياها آلهة . والمعنى أيشركون ما لا يقدر على خلق شيء كما يخلق الله ، وهم يخلقون ؟ لأن الله عز وجل خالقهم . أو لا يقدر على اختلاق شيء ، لأنه جماد ، وهم يخلقون لأن عبدتهم يختلقونهم ، فهم أعجز من عبدتهم { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ } لعبدتهم { نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } فيدفعون عنها ما يعتريها من الحوادث ، بل عبدتهم هم الذي يدفعون عنهم ويحامون عليهم { وَإِن تَدْعُوهُمْ } وإن تدعوا هذه الأصنام { إِلَى ٱلْهُدَى } أي إلى ما هو هدى ورشاد ، وإلى أن يهدوكم . والمعنى وإن تطلبوا منهم كما تطلبون من الله الخير والهدى ، لا يتبعوكم إلى مرادكم وطلبتكم ، ولا يجيبوكم كما يجيبكم الله . ويدل عليه قوله { فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } { سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ } أم صمتم عن دعائهم ، في أنه لا فلاح معهم . فإن قلت هلا قيل أم صمتم ؟ ولم وضعت الجملة الإسمية موضع الفعلية ؟ قلت لأنهم كانوا إذا حزبهم أمر دعوا الله دون أصنامهم ، كقوله { وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ } الروم 33 فكانت حالهم المستمرة أن يكونوا صامتين عن دعوتهم ، فقيل إن دعوتموهم لم تفترق الحال بين إحداثكم دعاءهم ، وبين ما أنتم عليه من عادة صمتكم عن دعائهم .