Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 26-26)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

جعل ما في الأرض منزلاً من السماء ، لأنه قضى ثم وكتب . ومنه { وأَنَزلَ لَكُمْ مّنَ ٱلاْنْعَـٰمِ ثَمَـٰنِيَةَ أَزْوٰجٍ } الزمر 6 والريش لباس الزينة ، استعير من ريش الطير ، لأنه لباسه وزينته ، أي أنزلنا عليكم لباسين لباساً يواري سوآتكم ، ولباساً يزينكم لأن الزينة غرض صحيح ، كما قال { لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } . { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ } النحل 6 وقرأ عثمان رضي الله عنه « ورياشاً » جمع ريش ، كشعب وشعاب { وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ } ولباس الورع والخشية من الله تعالى ، وارتفاعه عن الابتداء وخبره إمّا الجملة التي هي { ذٰلِكَ خَيْرٌ } كأنه قيل ولباس التقوى هو خير ، لأن أسماء الإشارة تقرب من الضمائر فيما يرجع إلى عود الذكر . وأمّا المفرد الذي هو خير وذلك صفة للمبتدأ ، كأنه قيل ولباس التقوى المشار إليه خير . ولا تخلو الإشارة من أن يراد بها تعظيم لباس التقوى ، أو أن تكون إشارة إلى اللباس المواري للسوأة ، لأنّ مواراة السوأة من التقوى ، تفضيلاً له على لباس الزينة . وقيل لباس التقوى خبر مبتدأ محذوف ، أي وهو لباس التقوى ، ثم قيل ذلك خير . وفي قراءة عبد الله وأبيّ « ولباس التقوى خير » وقيل المراد بلباس التقوى ما يلبس من الدروع والجواشن والمغافر وغيرها مما يتقى به في الحروب وقرىء « ولباس التقوى » ، بالنصب عطفاً على لباساً وريشاً { ذٰلِكَ مِنْ ءَايَـٰتِ ٱللَّهِ } الدالة على فضله ورحمته على عباده . يعني إنزال اللباس { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } فيعرفوا عظيم النعمة فيه وهذه الآية واردة على سبيل الاستطراد عقيب ذكر بدو السوآت وخصف الورق عليها ، إظهاراً للمنة فيما خلق من اللباس ، ولما في العري وكشف العورة من المهانة والفضيحة ، وإشعاراً بأنّ التستر باب عظيم من أبواب التقوى .