Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 36-44)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كان المشركون يحتفون حول النبي صلى الله عليه وسلم حلقاً حلقاً وفرقاً فرقاً ، يستمعون ويستهزؤون بكلامه . ويقولون إن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فلندخلنها قبلهم ، فنزلت { مُهْطِعِينَ } مسرعين نحوك ، مادّي أعناقهم إليك ، مقبلين بأبصارهم عليك { عِزِينَ } فرقا شتى جمع عزة ، وأصلها عزوة ، كأن كل فرقة تعتزي إلى غير من تعتزي إليه الأخرى فهم مفترقون . قال الكميت . @ وَنَحْنُ وَجَنْدَلٌ بَاغٍ تَرَكْنَا كَتَائِبَ جَنْدَكٍ شَتَّى عِزِيناً @@ وقيل كان المستهزؤون خمسة أرهط { كَلاَّ } ردع لهم عن طمعهم في دخول الجنة ، ثم علل ذلك بقوله { إِنَّا خَلَقْنَـٰهُم مّمَّا يَعْلَمُونَ } إلى آخر السورة ، وهو كلام دال على إنكارهم البعث ، فكانه قال كلا إنهم منكرون للبعث والجزاء فمن أين يطعمون في دخول الجنة ؟ فإن قلت من أي وجه دل هذا الكلام على إنكار البعث ؟ قلت من حيث أنه احتجاج عليهم بالنشأة الأولى ، كالاحتجاج بها عليهم في مواضع من التنزيل ، وذلك قوله { خَلَقْنَـٰهُم مّمَّا يَعْلَمُونَ } أي من النطف ، وبالقدرة على أن يهلكهم ويبدل ناساً خيراً منهم ، وأنه ليس بمسبوق على ما يريد تكوينه لا يعجزه شيء ، والغرض أن من قدر على ذلك لم تعجزه الإعادة . ويجوز أن يراد إنا خلقناهم مما يعلمون ، أي من النطفة المذرة ، وهي منصبهم الذي لا منصب أوضع منه . ولذلك أبهم وأخفى إشعاراً بأنه منصب يستحيا من ذكره ، فمن أين يتشرفون ويدعون التقدم ويقولون لندخلن الجنة قبلهم . وقيل معناه إنا خلقناهم من نطفة كما خلقنا بني آدم كلهم ، ومن حكمنا أن لا يدخل أحد منهم الجنة إلا بالإيمان والعمل الصالح ، فلم يطمع أن يدخلها من ليس له إيمان وعمل . وقرىء « برب المشرق والمغرب » ويخرجون ، ويخرجون ومن الأجداث سراعاً ، بالإظهار والإدغام . ونصب ، ونصب وهو كل ما نصب فعبد من دون الله { يُوفِضُونَ } يسرعون إلى الداعي مستبقين كما كانوا يستبقون إلى أنصابهم . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1229 " من قرأ سورة سأل سائل أعطاه الله ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون " .