Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 25-27)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تقديم { مّمَّا خَطِيۤئَـٰتِهِمْ } لبيان أن لم يكن إغراقهم بالطوفان ، فإدخالهم النار إلا من أجل خطيئاتهم ، وأكد هذا المعنى بزيادة « ما » وفي قراءة ابن مسعود « من خطيئاتهم ما أغرقوا » بتأخير الصلة ، وكفى بها مزجرة لمرتكب الخطايا ، فإن كفر قوم نوح كان واحدة من خطيئاتهم ، وإن كانت كبراهنّ ، وقد نعيت عليهم سائر خطيئاتهم كما نعى عليهم كفرهم ، ولم يفرق بينه وبينهن في استيجاب العذاب ، لئلا يتكل المسلم الخاطىء على إسلامه ، ويعلم أنّ معه ما يستوجب به العذاب وإن خلا من الخطيئة الكبرى . وقرىء « خطيئاتهم » بالهمزة . وخطياتهم بقلبها ياء وإدغامها وخطاياهم وخطيئتهم بالتوحيد على إرادة الجنس . ويجوز أن يراد الكفر { فَأُدْخِلُواْ نَاراً } جعل دخولهم النار في الآخرة كأنه متعقب لإغراقهم ، لاقترابه ، ولأنه كائن لا محالة ، فكأنه قد كان . أو أريد عذاب القبر . ومن مات في ماء أو في نار أو أكلته السباع والطير أصابه ما يصيب المقبور من العذاب . وعن الضحاك كانوا يغرقون من جانب ويحرقون من جانب . وتنكير النار إما لتعظيمها ، أو لأن الله أعد لهم على حسب خطيئاتهم نوعاً من النار { فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً } تعريض بإتخاذهم آلهة من دون الله وأنها غير قادرة على نصرهم ، وتهكم بهم ، كأنه قال فلم يجدوا لهم من دون الله آلهة ينصرونهم ويمنعونهم من عذاب الله ، كقوله تعالى { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مّن دُونِنَا } الأنبياء 43 . { دَيَّاراً } من الأسماء المستعملة في النفي العام ، يقال ما بالدار ديار وديور ، كقيام وقيوم وهو فيعال من الدور . أو من الدار أصله ديوار ، ففعل به ما فعل بأصل سيد وميت ، ولو كان فعالاً لكان دوّاراً . فإن قلت بم علم أن أولادهم يكفرون ، وكيف وصفهم بالكفر عند الولادة ؟ قلت لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ، فذاقهم وأكلهم وعرف طباعهم وأحوالهم ، وكان الرجل منهم ينطلق بابنه إليه ، ويقول أحذر هذا ، فإنه كذاب ، وإن أبي حذرنيه فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك وقد أخبره الله عزّ وجل أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ومعنى { وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } لا يلدوا إلا من سيفجر ويكفر . فوصفهم بما يصيرون إليه ، كقوله عليه الصلاة والسلام . 1230 " من قتل قتيلاً فله سلبه " .