Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 16-17)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَـٰمُواْ } أن مخففة من الثقيلة ، وهو من جملة الموحى والمعنى وأوحي إليّ أن الشأن والحديث لو استقام الجن على الطريقة المثلى ، أي لو ثبت أبوهم الجان على ما كان عليه من عبادة الله والطاعة ولم يستكبر عن السجود لآدم ولم يكفر وتبعه ولده على الإسلام ، لأنعمنا عليهم ولوسعنا رزقهم . وذكر الماء الغدق وهو الكثير بفتح الدال وكسرها . وقرىء بهما ، لأنه أصل المعاش وسعة الرزق { لنفتنهم فِيهِ } لنختبرهم فيه كيف يشكرون ما خوّلوا منه . ويجوز أن يكون معناه وأن لو استقام الجن الذين استمعوا على طريقتهم التي كانوا عليها قبل الاستماع ولم ينتقلوا عنها إلى الإسلام لوسعنا عليهم الرزق مستدرجين لهم ، لنفتنهم فيه لتكون النعمة سبباً في اتباعهم شهواتهم ، ووقوعهم في الفتنة ، وازديادهم إثماً أو لنعذبهم في كفران النعمة { عَن ذِكْرِ رَبِّهِ } عن عبادته أو عن موعظته أو عن وحيه { يَسْلُكْهُ } وقرىء بالنون مضمومة ومفتوحة ، أي ندخله { عَذَاباً } والأصل نسلكه في عذاب ، كقوله { مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ } المدثر 42 فعدّى إلى مفعولين إمّا بحذف الجار وإيصال الفعل ، كقوله { وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ } الأعراف 155 وإمّا بتضمينه معنى « ندخله » يقال سلكه وأسلكه قال @ حَتَّى إذَا أسْلَكُوهُمْ في قتَائِدَةٍ @@ والصعد مصدر صعد ، يقال صعد صعداً وصعوداً ، فوصف به العذاب ، لأنه يتصعد المعذب أي يعلوه ويغلبه فلا يطيقه . ومنه قول عمر رضي اللَّه عنه ما تصعدَني شيء ما تصعَّدَتني خطبة النكاح ، يريد ما شق على ولا غلبني .