Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 30-37)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَلاَّ } إنكار بعد أن جعلها ذكرى أن تكون لهم ذكرى ، لأنهم لا يتذكرون ، أو ردع لمن ينكر أن تكون إحدى الكبر نذيراً . ودبر بمعنى أدبر ، كقبل بمعنى أقبل . ومنه صاروا كأمس الدابر . وقيل هو من دبر الليل النهار إذا خلفه . وقرىء « إذ أدبر » { إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } جواب القسم أو تعليل لكلا ، والقسم معترض للتوكيد . والكبر جمع الكبرى ، جعلت ألف التأنيث كتائها ، فلما جمعت فعلة على فعل جمعت فعلى عليها ، ونظير ذلك السوافي في جمع السافياء . والقواصع في جمع القاصعاء ، كأنها جمع فاعلة ، أي لإحدى البلايا أو الدواهي الكبر ، ومعنى كونها إحداهنّ أنها من بينهن واحدة في العظم لا نظيرة لها . كما تقول هو أحد الرجال ، وهي إحدى النساء و { نَذِيراً } تمييز من إحدى ، على معنى إنها لإحدى الدواهي إنذاراً ، كما تقول هي إحدى النساء عفافاً . وقيل هي حال . وقيل هو متصل بأوّل السورة ، يعني قم نذيراً ، وهو من بدع التفاسير . وفي قراءة أبي « نذير » بالرفع خبر بعد خبر « لأن » أو بحذف المبتدأ { أَن يَتَقَدَّمَ } في موضع الرفع بالابتداء . ولمن شاء خبر مقدّم عليه ، كقولك لمن توضأ أن يصلي ومعناه مطلق لمن شاء التقدّم أو التأخر أن يتقدّم أو يتأخر ، والمراد بالتقدّم والتأخر السبق إلى الخير والتخلف عنه وهو كقوله { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } الكهف 29 ، ويجوز أن يكون { لِمَن شَآءَ } بدلاً من { لّلْبَشَرِ } على أنها منذرة للمكلفين الممكنين الذين إن شاؤا تقدّموا ففازوا وإن شاؤا تأخروا فهلكوا .