Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 7-15)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } تحير فزعا وأصله من برق الرجل إذا نظر إلى البرق فدهش بصره . وقرىء « برق » من البريق ، أي لمع من شدة شخوصه . وقرأ أبو السمال « بلق » إذا انفتح وانفرج . يقال بلق الباب وأبلقته وبلقته فتحته { وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ8 } وذهب ضوؤه ، أو ذهب بنفسه . وقرىء « وخسف » على البناء للمفعول { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ 9 } حيث يطلعهما الله من المغرب . وقيل وجمعا في ذهاب الضوء وقيل يجمعان أسودين مكوّرين كأنهما ثوران عقيران في النار . وقيل يجمعان ثم يقذفان في البحر ، فيكون نار الله الكبرى { ٱلْمَفَرُّ } بالفتح المصدر وبالكسر المكان . ويجوز أن يكون مصدراً كالمرجع . وقرىء بهما { كَلاَّ } ردع عن طلب المفرّ { لاَ وزر } لا ملجأ ، وكل ما التجأت إليه من جبل أو غيره وتخلصت به فهو وزرك { إِلَىٰ رَبِّكَ } خاصة { يَوْمَئِذٍ } مستقرّ العباد ، أي استقرارهم . يعني أنهم لا يقدرون أن يستقرّوا إلى غيره وينصبوا إليه أو إلى حكمه ترجع أمور العباد ، لا يحكم فيها غيره ، كقوله { لّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } غافر 16 ، أو إلى ربك مستقرّهم ، أي موضع قرارهم من جنة أو نار ، أي مفوّض ذلك إلى مشيئته ، من شاء أدخله الجنة ومن شاء أدخله النار { بِمَا قَدَّمَ } من عمل عمله { و } بما { أَخَّرَ } منه لم يعمله أو بما قدم من ماله فتصدق به ، وبما أخره فخلفه . أو بما قدم من عمل الخير والشر ، وبما أخر من سنة حسنة أو سيئة فعمل بها بعده . وعن مجاهد بأوّل عمله وآخره . ونحوه فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه { بَصِيرَةٌ } حجة بينة وصفت بالبصارة على المجاز ، كما وصفت الآيات بالإبصار في قوله { فَلَمَّا جَاءتْهُمْ ءَايَـٰتُنَا مُبْصِرَةً } النمل 13 أو عين بصيرة . والمعنى أنه ينبأ بأعماله وإن لم ينبأ ، ففيه ما يجزىء عن الإنباء لأنه شاهد عليها بما عملت لأنّ جوارحه تنطق بذلك { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } النور 24 ، { وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ } ولو جاء بكل معذرة يعتذر بها عن نفسه ويجادل عنها . وعن الضحاك ولو أرخى ستوره ، وقال المعاذير الستور ، واحدها معذار ، فإن صح فلأنه يمنع رؤية المحتجب ، كما تمنع المعذرة عقوبة المذنب . فإن قلت أليس قياس المعذرة أن تجمع معاذر لا معاذير ؟ قلت المعاذير ليس بجمع معذرة ، إنما هو اسم جمع لها ، ونحوه المناكير في المنكر .