Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 1-6)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أقسم سبحانه بطوائف من الملائكة ، أرسلهنّ بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح ، تخففاً في امتثال أمره ، وبطوائف منهم نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي . أو نشرن الشرائع في الأرض . أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أوحين ، ففرّقن بين الحق والباطل ، فألقين ذكراً إلى الأنبياء { عُذْراً } للمحقين { أَوْ نُذْراً } للمبطلين . أو أقسم برياح عذاب أرسلهن . فعصفن ، وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجوّ ففرّقن بينه ، كقوله { وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً } الروم 48 ، أو بسحائب نشرن الموات ، ففرّقن بين من يشكر لله تعالى وبين من يكفر ، كقوله { لأسْقَيْنَـٰهُم مَّاءً غَدقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } الجن 16 فألقين ذكراً إمّا عذراً للذين يعتذرون إلى الله بتوبتهم واستغفارهم إذا رأوا نعمة الله في الغيث ويشكرونها ، وإما إنذاراً للذين يغفلون الشكر لله وينسبون ذلك إلى الأنواء ، وجعلن ملقيات للذكر لكونهن سبباً في حصوله إذا شكرت النعمة فيهن أو كفرت . فإن قلت ما معنى عرفاً ؟ قلت متتابعة كشَعَر العرف يقال جاؤا عرفاً واحداً وهم عليه كعرف الضبع إذا تألبوا عليه ، ويكون بمعنى العرف الذي هو نقيض النكر وانتصابه على أنه مفعول له ، أي أرسلن للإحسان والمعروف والأول على الحال . وقرىء « عرفا » على التثقيل ، نحو نكر في نكر . فإن قلت قد فسرت المرسلات بملائكة العذاب ، فكيف يكون إرسالهم معروفاً ؟ قلت إن لم يكن معروفاً للكفار فإنه معروف للأنبياء والمؤمنين الذين انتقم الله لهم منهم . فإن قلت ما العذر والنذر ، وبما انتصبا ؟ قلت هما مصدران من أعذر إذا محا الإساءة ، ومن أنذر إذا خوّف على فعل ، كالكفر والشكر ، ويجوز أن يكون جمع عذير ، بمعنى المعذرة وجمع نذير بمعنى الإنذار . أو بمعنى العاذر والمنذر . وأما انتصابهما فعلى البدل من ذكراً على الوجهين الأوّلين أو على المفعول له . وأما على الوجه الثالث فعلى الحال بمعنى عاذرين أو منذرين . وقرئا مخففين ومثقلين .