Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 15-26)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱذْهَبْ } على إرادة القول . وفي قراءة عبد الله « أن اذهب » لأنّ في النداء معنى القول . هل لك في كذا ، وهل لك إلى كذا كما تقول هل ترغب فيه ، وهل ترغب إليه { إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } إلى أن تتطهر من الشرك ، وقرأ أهل المدينة « تزكى » بالإدغام { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبّكَ } وأرشدك إلى معرفة الله أنبهك عليه فتعرفه { فَتَخْشَىٰ } لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة . قال الله تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاء } فاطر 28 أي العلماء به وذكر الخشية لأنها ملاك الأمر ، من خشي الله أتى منه كل خير . ومن أمن اجترأ على كل شرّ . ومنه قوله عليه الصلاة والسلام 1265 " من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل " بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض ، كما يقول الرجل لضيفه هل لك أن تنزل بنا ، وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه بالتلطف في القول ، ويستنزله بالمداراة من عتوه ، كما أمر بذلك في قوله { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيّناً } طه 44 ، { ٱلأَيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } قلب العصا حية لأنها كانت المقدمة والأصل ، والأخرى كالتبع لها لأنه كان يتقيها بيده ، فقيل له أدخل يدك في جيبك ، أو أرادهما جميعاً ، إلا أنه جعلهما واحدة لأن الثانية كأنها من جملة الأولى لكونها تابعة لها { فَكَذَّبَ } بموسى والآية الكبرى ، وسماهما ساحراً وسحراً { وَعَصَىٰ } الله تعالى بعد ما علم صحة الأمر ، وأنّ الطاعة قد وجبت عليه { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } أي لما رأى الثعبان أدبر مرعوباً ، يسعى يسرع في مشيته . قال الحسن كان رجلاً طياشاً خفيفاً . أو تولى عن موسى يسعى ويجتهد في مكايدته ، وأريد ثم أقبل يسعى ، كما تقول أقبل فلان يفعل كذا ، بمعنى أنشأ يفعل ، فوضع { أَدْبَرَ } موضع أقبل لئلا يوصف بالإقبال { فَحَشَرَ } فجمع السحرة ، كقوله { فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِى ٱلْمَدَائِنِ حَـٰشِرِينَ } الشعراء 53 . { فَنَادَىٰ } في المقام الذي اجتمعوا فيه معه . أو أمر منادياً في الناس بذلك . وقيل قام فيهم خطيباً فقال تلك العظيمة . وعن ابن عباس كلمته الأولى { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى } القصص 38 والآخرة { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } النازعات 34 . { نَكَالَ } هو مصدر مؤكد ، كوعد الله ، وصبغة الله كأنه قيل نكل الله به نكال الآخرة والأولى والنكال بمعنى التنكيل ، كالسلام بمعنى التسليم . يعني الإغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة . وعن ابن عباس نكال كلمتيه الآخرة ، وهي قوله { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } والأولى وهي قوله { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى } القصص 28 ، وقيل كان بين الكلمتين أربعون سنة . وقيل عشرون .