Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 12-12)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذْ يُوحِى } يجوز أن يكون بدلاً ثالثاً من { إِذْ يَعِدُكُمُ } الأنفال 7 وأن ينتصب بيثبت { إِنّى مَعَكُمْ } مفعول يوحي وقرىء « إني » بالكسر على إرادة القول ، أو على إجراء يوحي مجرى يقول ، كقوله { أَنّي مُمِدُّكُمْ } الأنفال 9 والمعنى أني معينكم على التثبيت فثبتوهم . وقوله { سَأُلْقِى … فَٱضْرِبُواْ } يجوز أن يكون تفسيراً لقوله { أَنّي مَعَكُمْ فَثَبّتُواْ } ولا معونة أعظم من إلقاء الرعب في قلوب الكفرة ولا تثبيت أبلغ من ضرب أعناقهم . واجتماعهما غاية النصرة . ويجوز أن يكون غير تفسير ، وأن يراد بالتثبيت أن يخطروا ببالهم ما تقوى به قلوبهم وتصح عزائمهم ونياتهم في القتال ، وأن يظهروا ما يتيقنون به أنهم ممدّون بالملائكة . وقيل كان الملك يتشبه بالرجل الذي يعرفون وجهه فيأتي فيقول إني سمعت المشركين يقولون والله لئن حملوا علينا لننكشفنّ ، ويمشي بين الصفين فيقول أبشروا ، فإن الله ناصركم لأنكم تعبدونه . وهؤلاء لا يعبدونه . وقرىء « الرعب » بالتثقيل { فَوْقَ ٱلاعْنَـٰقِ } أراد أعالي الأعناق التي هي المذابح ، لأنها مفاصل ، فكان إيقاع الضرب فيها حزا وتطييرا للرؤوس . وقيل أراد الرؤوس لأنها فوق الأعناق ، يعني ضرب الهام . قال @ وَأضْرِبُ هَامَة الْبَطَلِ الْمُشِيحِ غَشَّيْتُهُ وَهْوَ فِي جَأْوَاءَ بَاسِلَة عَضْباً أَصَابَ سَوَاءَ الرَّأْسِ فَانْفَلَقَا @@ والبنان الأصابع ، يريد الأطراف . والمعنى فاضربوا المقاتل والشوي ، لأن الضرب إما واقع على مقتل أو غير مقتل ، فأمرهم بأن يجمعوا عليهم النوعين معاً . ويجوز أن يكون قوله { سَأُلْقِى } إلى قوله { كُلَّ بَنَانٍ } عقيب قوله { فَثَبّتُواْ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } تلقينا للملائكة ما يثبتونهم به ، كأنه قال قولوا لهم قولي { سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ } أو كأنهم قالوا كيف نثبتهم ؟ فقيل قولوا لهم قولي { سَأُلْقِى } فالضاربون على هذا هم المؤمنون .