Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 17-23)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُتِلَ ٱلإِنسَـٰنُ } دعاء عليه ، وهي من أشنع دعواتهم لأنّ القتل قصارى شدائد الدنيا وفظائعها . و { مَا أَكْفَرَهُ } تعجب من إفراطه في كفران نعمة الله ، ولا ترى أسلوباً أغلظ منه ، ولا أخشن مساً ، ولا أدل على سخط ، ولا أبعد شوطاً في المذمة ، مع تقارب طرفيه ، ولا أجمع للأئمة على قصر متنه ثم أخذ في وصف حاله من ابتداء حدوثه ، إلى أن انتهى وما هو مغمور فيه من أصول النعم وفروعها . وما هو غارز فيه رأسه من الكفران والغمط وقلة الالتفات إلى ما يتقلب فيه وإلى ما يجب عليه من القيام بالشكر { مِنْ أَىّ شَىْءٍ خَلَقَهُ } من أي شيء حقير مهين خلقه ، ثم بين ذلك الشيء بقوله { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } فهيأه لما يصلح له ويختص به . ونحو { وَخَلَقَ كُلَّ شَىْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } الفرقان 2 ، نصب السبيل بإضمار « يسر » وفسره بيسر والمعنى ثم سهل سبيله وهو مخرجه من بطن أمّه . أو السبيل الذي يختار سلوكه من طريقي الخير والشر بإقداره وتمكينه ، كقوله { إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ } الإنسان 3 وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما بين له سبيل الخير والشر { فَأَقْبَرَهُ } فجعله ذا قبر يوارى فيه تكرمة له ، ولم يجعله مطروحاً على وجه الأرض جزراً للسباع والطير كسائر الحيوان . يقال قبر الميت إذا دفنه . وأقبره الميت . إذا أمره أن يقبره ومكنه منه . ومنه قول من قال للحجاج أقبرنا صالحاً { أَنشَرَهُ } أنشأه النشأة الأخرى . وقرىء « نشره » { كَلاَّ } ردع للإنسان عما هو عليه { لَمَّا يَقْضِ } لم يقض بعد ، مع تطاول الزمان وامتداده من لدن آدم إلى هذه الغاية { مَآ أَمَرَهُ } الله حتى يخرج عن جميع أوامره ، يعني أنّ إنساناً لم يخل من تقصير قط .