Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 33-42)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقال صخّ لحديثه ، مثل أصاخ له ، فوصفت النفخة بالصاخة مجازاً لأن الناس يصخون لها { يفرّ } منهم لاشتغاله بما هو مدفوع إليه ، ولعلمه أنهم لا يغنون عنه شيئاً وبدأ بالأخ ، ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه ، ثم بالصاحبة والبنين لأنهم أقرب وأحب كأنه قال يفرّ من أخيه ، بل من أبويه ، بل من صاحبته وبنيه . وقيل يفرّ منهم حذراً من مطالبتهم بالتبعات . يقول الأخ لم تواسني بمالك . والأبوان قصرت في برنا . والصاحبة أطعمتني الحرام وفعلت وصنعت . والبنون لم تعلمنا ولم ترشدنا ، وقيل أوّل من يفرّ من أخيه هابيل ومن أبويه إبراهيم ومن صاحبته نوح ولوط ومن ابنه نوح { يُغْنِيهِ } يكفيه في الاهتمام به . وقرىء « يعنيه » أي يهمه { مسفرة } مضيئة متهللة ، من أسفر الصبح إذا أضاء وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما من قيام الليل لما روي في الحديث 1269 " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " وعن الضحاك من آثار الوضوء . وقيل من طول ما اغبرت في سبيل الله { غَبَرَةٌ } غبار يعلوها { فترة } سواد كالدخان ولا ترى أوحش من اجتماع الغبرة والسواد في الوجه ، كما ترى من وجوه الزنوج إذا اغبرت وكأن الله عز وجل يجمع إلى سواد وجوههم الغبرة ، كما جمعوا الفجور إلى الكفر . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1270 " من قرأ سورة عبس وتولى جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر " .