Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 1-5)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
حذف جواب إذا ليذهب المقدر كل مذهب أو اكتفاء بماعلم في مثلها من سورتي التكوير والانفطار . وقيل جوابها ما دلّ عليه فملاقيه أي إذا السماء انشقت لاقى الإنسان كدحه . ومعناه إذا انشقت بالغمام ، كقوله تعالى { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَاء بِٱلْغَمَـٰمِ } الفرقان 25 ، وعن علي رضي الله عنه تنشق من المجرّة أذن له استمع له . ومنه قوله عليه السلام 1279 " ما أذن الله لشيء كأذنه لنبيّ يتغنى بالقرآن " وقول حجاف بن حكيم @ أَذِنْتُ لَكُمْ لَمَّا سَمِعْتُ هَرِيرَكُمْ @@ والمعنى أنها فعلت في انقيادها لله حين أراد انشقاقها فعل المطواع الذي إذا ورد عليه الأمر من جهة المطاع أنصت له وأذعن ولم يأب ولم يمتنع ، كقوله { أَتَيْنَا طَائِعِينَ } فصلت 11 ، { وَحُقَّتْ } من قولك هو محقوق بكذا وحقيق به ، يعني وهي حقيقة بأن تنقاد ولا تمتنع . ومعناه الإيذان بأنّ القادر بالذات يجب أن يتأتى له كل مقدور ويحق ذلك { مُدَّتْ } من مدّ الشيء فامتدّ وهو أن تزال جبالها وآكامها وكل أمت فيها ، حتى تمتدّ وتنبسط ويستوي ظهرها ، كما قال تعالى { قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً } طه 106 ــ 107 ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما مدّت مدّ الأديم العكاظي لأن الأديم إذا مدّ زال كل انثناء فيه وأمت واستوى أو من مدّه بمعنى أمدّه ، أي زيدت سعة وبسطة { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا } ورمت بما في جوفها مما دفن فيها من الموتى والكنوز { وَتَخَلَّتْ } وخلت غاية الخلو حتى لم يبق شيء في باطنها ، كأنها تكلفت أقصى جهدها في الخلو ، كما يقال تكرم الكريم ، وترحم الرحيم إذا بلغا جهدهما في الكرم والرحمة ، وتكلفا فوق ما في طبعهما { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } في إلقاء ما في بطنها وتخليها .