Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 6-15)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الكدح جهد النفس في العمل والكدّ فيه حتى يؤثر فيها ، من كدح جلده إذا خدشه ومعنى { كَادِحٌ إِلَىٰ رَبّكَ } جاهد إلى لقاء ربك ، وهو الموت وما بعده من الحال الممثلة باللقاء { فَمُلَـٰقِيهِ } فملاق له لا محالة لا مفرّ لك منه ، وقيل الضمير في ملاقيه للكدح { يَسِيراً } سهلاً هينا لا يناقش فيه ولا يعترض بما يسوءه ويشق عليه ، كما يناقش أصحاب الشمال . وعن عائشة رضي الله عنها هو أن يعرّف ذنوبه ، ثم يتجاوز عنه . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال 1280 " من يحاسب يعذب " فقيل يا رسول الله فسوف يحاسب حساباً يسيراً . قال " ذلكم العرض ، من نوقش في الحساب عذب " { إِلَىٰ أَهْلِهِ } إلى عشيرته إن كانوا مؤمنين . أو إلى فريق المؤمنين . أو إلى أهله في الجنة من الحور العين { وَرَاءَ ظَهْرِهِ } قيل تغلّ يمناه إلى عنقه ، وتجعل شماله وراء ظهره ، فيؤتى كتابه بشماله من روءا ظهره . وقيل تخلع يده اليسرى من وراء ظهره ، { يَدْعُو ثُبُوراً } يقول يا ثبوراه . والثبور الهلاك . وقرىء « ويصلى سعيراً » كقوله { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } الواقعة 94 ، ويصلى بضم الياء والتخفيف ، كقوله { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } النساء 115 ، { فِى أَهْلِهِ } فيما بين ظهرانيهم ، أو معهم ، على أنهم كانوا جميعاً مسرورين ، يعني أنه كان في الدنيا مترفا بطرا مستبشراً كعادة الفجار الذين لا يهمهم أمر الآخرة ولا يفكرون في العواقب . ولم يكن كئيباً حزيناً متفكراً كعادة الصلحاء والمتقين وحكاية الله عنهم { إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِى أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } الطور 26 { ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } لن يرجع إلى الله تعالى تكذيباً بالمعاد . يقال لا يحور ولا يحول ، أي لا يرجع ولا يتغير . قال لبيد @ يَحُورُ رَمَاداً بَعْدَ إذْ هُوَ سَاطِعُ @@ وعن ابن عباس ما كنت أدري ما معنى يحور حتى سمعت أعرابية تقول لبنية لها حوري ، أي أرجعي { بَلَىٰ } إيجاب لما بعد النفي في { لَّن يَحُورَ } أي بلى ليحورنّ { إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } وبأعماله لا ينساها ولا تخفى عليه ، فلا بدّ أن يرجعه ويجازيه عليها . وقيل نزلت الآيتان في أبي سلمة بن عبد الأشدّ وأخيه الأسود بن عبد الأشد .