Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 8-13)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ8 } معطوف على { سَنُقْرِئُكَ } وقوله { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } اعتراض ومعناه ونوفقك للطريقة التي هي أيسر وأسهل ، يعني حفظ الوحي . وقيل للشريعة السمحة التي هي أيسر الشرائع وأسهلها مأخذاً . وقيل نوفقك لعمل الجنة . فإن قلت كان الرسول صلى الله عليه وسلم مأموراً بالذكرى نفعت أو لم تنفع ، فما معنى اشتراط النفع ؟ قلت هو على وجهين ، أحدهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استفرغ مجهوده في تذكيرهم ، وما كانوا يزيدون على زيادة الذكرى إلا عتوّاً وطغياناً ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتلظى حسرة وتلهفاً ويزداد جداً في تذكيرهم وحرصاً عليه ، فقيل له { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكّرْ بِٱلْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } ق 45 ، { فاصفح عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَـٰمٌ } الزخرف 89 ، { فَذَكّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذّكْرَىٰ9 } وذلك بعد إلزام الحجة بتكرير التذكير . والثاني أن يكون ظاهره شرطاً ، ومعناه ذمّا للمذكرين ، وإخباراً عن حالهم ، واستبعاداً لتأثير الذكرى فيهم ، وتسجيلاً عليهم بالطبع على قلوبهم ، كما تقول للواعظ عظ المكاسين إن سمعوا منك . قاصداً بهذا الشرط استبعاد ذلك ، وأنه لن يكون { سَيَذَّكَّرُ } فيقبل التذكرة وينتفع بها { مَن يَخْشَىٰ } الله وسوء العاقبة ، فينظر ويفكر حتى يقوده النظر إلى اتباع الحق فأمّا هؤلاء فغير خاشين ولا ناظرين ، فلا تأمل أن يقبلوا منك { وَيَتَجَنَّبُهَا } ويتجنب الذكرى ويتحاماها { ٱلأَشْقَى } الكافر لأنه أشقى من الفاسق . أو الذي هو أشقى الكفرة لتوغله في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة { ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } السفلى من أطباق النار وقيل { ٱلْكُبْرَىٰ } نار جهنم . والصغرى نار الدنيا وقيل { ثُمَّ } لأنّ الترجح بين الحياة والموت أفظع من الصلي ، فهو متراخ عنه في مراتب الشدّة والمعنى لا يموت فيستريح ، ولا يحيى حياة تنفعه .