Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 17-20)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَلاَّ } ردع للإنسان عن قوله ثم قال بل هناك شرّ من القول . وهو أنّ الله يكرمهم بكثرة المال ، فلا يؤدّون ما يلزمهم فيه من إكرام اليتيم بالتفقد والمبرّة ، وحض أهله على طعام المسكين ويأكلونه أكل الأنعام ، ويحبونه فيشحون به وقرىء « يكرمون » وما بعده بالياء والتاء . وقرىء « تحاضون » أي يحض بعضكم بعضاً وفي قراءة ابن مسعود « ولا تحاضون » بضم التاء ، من المحاضة { أَكْلاً لَّمّاً } ذا لمّ وهو الجمع بين الحلال والحرام . قال الحطيئة @ إذَا كَانَ لَمَّا يَتْبَع الذَّمُّ رَبَّهُ فَلاَ قَدَّسَ الرَّحْمٰنُ تِلْكَ الطَّوَاحِنَا @@ يعني أنهم يجمعون في أكلهم بين نصيبهم من الميراث ونصيب غيرهم . وقيل كانوا لا يورّثون النساء ولا الصبيان ، ويأكلون تراثهم مع تراثهم . وقيل يأكلون ما جمعه الميت من الظلمة ، وهو عالم بذلك فيلم في الأكل بين حلاله وحرامه . ويجوز أن يذمّ الوارث الذي ظفر بالمال سهلا مهلا ، من غير أن يعرق فيه جبينه ، فيسرف في إنفاقه ، ويأكله أكلا واسعاً جامعاً بين ألوان المشتهيات من الأطعمة والأشربة والفواكه ، كما يفعل الورّاث البطالون { حُبّاً جَمّاً } كثيراً شديداً مع الحرص والشره ومنع الحقوق .