Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 1-5)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أقسم بالفجر كما أقسم بالصبح في قوله { وَٱلصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ } المدثر 34 ، { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } التكوير 18 ، وقيل بصلاة الفجر . أراد بالليالي العشر عشر ذي الحجة . فإن قلت فما بالها منكرة من بين ما أقسم به ؟ قلت لأنها ليال مخصوصة من بين جنس الليالي العشر بعض منها . أو مخصوصة بفضيلة ليست لغيرها . فإن قلت فهلا عرفت بلام العهد ، لأنها ليال معلومة معهودة ؟ قلت لو فعل ذلك لم تستقل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير ولأن الأحسن أن تكون اللامات متجانسة ، ليكون الكلام أبعد من الألغاز والتعمية ، وبالشفع والوتر إما الأشياء كلها شفعها ووترها ، وإما شفع هذه الليالي ووترها . ويجوز أن يكون شفعها يوم النحر ، ووترها يوم عرفة ، لأنه تاسع أيامها وذاك عاشرها ، وقد 1299 روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسرهما بذلك . وقد أكثروا في الشفع والوتر حتى كادوا يستوعبون أجناس ما يقعان فيه ، وذلك قليل الطائل ، جدير بالتلهي عنه ، وبعد ما أقسم بالليالي المخصوصة أقسم بالليل على العموم { إِذَا يَسْرِ } إذا يمضي كقوله { وَٱلَّيْلِ إِذَا أَدْبَرَ } المدثر 33 ، { وَٱلَّيْلِ إِذْا عَسْعَسَ } التكوير 17 ، وقرىء « والوتر » بفتح الواو ، وهما لغتان كالحبر والحبر في العدد ، وفي الترة الكسر وحده . وقرىء « الوتر » بفتح الواو وكسر التاء رواها يونس عن أبي عمرو ، وقرىء « والفجر » والوتر ، ويسر بالتنوين ، وهو التنوين الذي يقع بدلاً من حرف الإطلاق . وعن ابن عباس وليال عشر ، بالإضافة يريد وليال أيام عشر . وياء { يَسْرِ } تحذف في الدرج ، اكتفاء عنها بالكسرة ، وأما في الوقف فتحذف مع الكسرة ، وقيل معنى « يسري » يسري فيه { هَلْ فِى ذَلِكَ } أي فيما أقسمت به من هذه الأشياء { قَسَمٌ } أي مقسم به { لِّذِى حِجْرٍ } يريد هل يحق عنده أن تعظم بالإقسام بها . أو هل في إقسامي بها إقسام لذي حجر ، أي هل هو قسم عظيم يؤكد بمثله المقسم عليه . والحجر العقل لأنه يحجر عن التهافت فيما لا ينبغي ، كما سمى عقلا ونهية لأنه يعقل وينهى . وحصاة من الإحصاء وهو الضبط وقال الفراء يقال إنه لذو حجر ، إذا كان قاهراً لنفسه ضابطاً لها والمقسم عليه محذوف وهو « ليعذبن » يدل عليه قوله { أَلَمْ تَرَ } إلى قوله { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } الفجر 13 .