Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 102-102)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ } أي لم يعتذروا من تخلفهم بالمعاذير الكاذبة كغيرهم ، ولكن اعترفوا على أنفسهم بأنهم بئس ما فعلوا متذممين نادمين ، وكانوا ثلاثة أبو لبابة مروان بن عبد المنذر ، وأوس بن ثعلبة ، ووديعة بن حزام . وقيل 488 كانوا عشرة ، فسبعة منهم أوثقوا أنفسهم بلغهم ما نزل في المتخلفين فأيقنوا بالهلاك ، فأوثقوا أنفسهم على سواري المسجد ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل المسجد فصلى ركعتين - وكانت عادته صلى الله عليه وسلم كلما قدم من سفر - فرآهم موثقين ، فسأل عنهم ، فذكر له أنهم أقسموا أن لا يحلوا أنفسهم حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلهم ، فقال وأنا أقسم أن لا أحلّهم حتى أومر فيهم ، فنزلت ، فأطلقهم وعذرهم ، فقالوا يا رسول الله ، هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها وطهرنا ، فقال ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً ، فنزلت خذ من أموالهم { عَمَلاً صَـٰلِحاً } خروجاً إلى الجهاد { وَءَاخَرَ سَيِّئاً } تخلفاً عنه . عن الحسن وعن الكلبي التوبة والإثم . فإن قلت قد جعل كل واحد منهما مخلوطاً فما المخلوط به ؟ قلت كل واحد منهما مخلوط ومخلوط به لأنّ المعنى خلط كل واحد منهما الآخر ، كقولك خلطت الماء واللبن ، تريد خلطت كل واحد منهما بصاحبه . وفيه ما ليس في قولك خلطت الماء باللبن لأنّك جعلت الماء مخلوطاً واللبن مخلوطاً به ، وإذا قلته بالواو وجعلت الماء واللبن مخلوطين ومخلوطاً بهما ، كأنك قلت خلطت الماء باللبن واللبن بالماء ، ويجوز أن يكون من قولهم بعت الشاة شاة ودرهماً ، بمعنى شاة بدرهم . فإن قلت كيف قيل { أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } وما ذكرت توبتهم ؟ قلت إذا ذكر اعترافهم بذنوبهم ، وهو دليل على التوبة ، فقد ذكرت توبتهم .