Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 101-101)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم } يعني حول بلدتكم وهي المدينة { مُنَـٰفِقُونَ } وهم جهينة وأسلم وأشجع وغفار ، كانوا نازلين حولها { وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ } عطف على خبر المبتدإ الذي هو ممن حولكم ويجوز أن يكون جملة معطوفة على المبتدإ والخبر إذا قدّرت ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق ، على أنّ { مَرَدُواْ } صفة موصوف محذوف كقوله @ أَنَا ابْنُ جَلاَ … @@ وعلى الوجه الأول لا يخلو من أن يكون كلاماً مبتدأ أو صفة لمنافقون ، فصل بينها وبينه بمعطوف على خبره { مَرَدُواْ عَلَى ٱلنّفَاقِ } تمهروا فيه ، من مرن فلان عمله ، ومرد عليه إذا درب به وضرى ، حتى لان عليه ومهر فيه ، ودّل على مرانتهم عليه ومهارتهم فيه بقوله { لاَ تَعْلَمُهُمْ } أي يخفون عليك مع فطنتك وشهامتك وصدق فراستك ، لفرط تنوّقهم في تحامي ما يشكك في أمرهم ، ثم قال { نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ } أي لا يعلمهم إلاّ الله ، ولا يطلع على سرهم غيره ، لأنهم يبطنون الكفر في سويداوات قلوبهم إبطاناً ، ويبرزون لك ظاهراً كظاهر المخلصين من المؤمنين ، لا تشك معه في إيمانهم ، وذلك أنهم مردوا على النفاق وضروا به ، فلهم فيه اليد الطولى { سَنُعَذّبُهُم مَّرَّتَيْنِ } قيل هما القتل وعذاب القبر . وقيل الفضيحة وعذاب القبر . وعن ابن عباس رضي الله عنه أنهم اختلفوا في هاتين المرّتين ، فقال 487 قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً يوم الجمعة فقال « اخرج يا فلان فإنك منافق ، اخرج يا فلان فإنك منافق » فأخرج ناساً وفضحهم ، فهذا العذاب الأوّل ، والثاني عذاب القبر . وعن الحسن أخذ الزكاة من أموالهم ونهك أبدانهم { إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } إلى عذاب النار .