Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 111-111)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مثل الله إثابتهم بالجنة على بذلهم أنفسهم وأموالهم في سبيله بالشروى . وروى تاجرهم فأغلى لهم الثمن . وعن عمر رضي الله عنه فجعل لهم الصفقتين جميعاً . وعن الحسن أنفساً هو خلقها وأموالاً هو رزقها . وروي 492 أنّ الأنصار حين بايعوه على العقبة قال عبد الله بن رواحة اشترط لربك ولنفسك ما شئت . قال اشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم . قال فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال لكم الجنة . قالوا ربح البيع ، لا نقيل ولا نستقيل . ومرّ برسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابيّ وهو يقرؤها فقال كلام من ؟ قال كلام الله . قال بيع الله مربح لا نقيله ولا نستقيله ، فخرج إلى الغزو فاستشهد { يُقَـٰتَلُونَ } فيه معنى الأمر ، كقوله { وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ } الصف 11 . وقرىء « فيقتلون » و « يقتلون » على بناء الأوّل للفاعل والثاني للمفعول ، وعلى العكس { وَعْدًا } مصدر مؤكد . أخبر بأن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيله وعد ثابت قد أثبته { فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ } كما أثبته في القرآن ، ثم قال { وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ } لأنّ إخلاف الميعاد قبيح لا يقدم عليه الكرام من الخلق مع جوازه عليهم لحاجتهم ، فكيف بالغني الذي لا يجوز عليه القبيح قط ، ولا ترى ترغيباً في الجهاد أحسن منه وأبلغ .