Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 3-3)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَذَانٌ } ارتفاعه كارتفاع براءة على الوجهين ، ثم الجملة معطوفة على مثلها ، ولا وجه لقول من قال إنه معطوف على براءة ، كما لا يقال عمرو معطوف على زيد ، في قولك زيد قائم ، وعمرو قاعد ، والأذان بمعنى الإيذان وهو الإعلام ، كما أنّ الأمان والعطاء بمعنى الإيمان والإعطاء . فإن قلت أي فرق بين معنى الجملة الأولى والثانية ؟ قلت تلك إخبار بثبوت البراءة . وهذه إخبار بوجوب الإعلام بما ثبت . فإن قلت لم علقت البراءة بالذين عوهدوا من المشركين وعلق الأذان بالناس ؟ قلت لأنّ البراءة مختصة بالمعاهدين والناكثين منهم ، وأمّا الأذان فعام لجميع الناس من عاهد ومن لم يعاهد ، ومن نكث من المعاهدين ومن لم ينكث { يَوْمَ ٱلْحَجّ ٱلأَكْبَرِ } يوم عرفة . وقيل يوم النحر لأنّ فيه تمام الحج ومعظم أفعاله ، من الطواف . والنحر ، والحلق ، والرمي . وعن علي رضي الله عنه أن رجلاً أخذ بلجام دابته فقال ما الحج الأكبر ؟ قال يومك هذا . خل عن دابتي . وعن ابن عمر رضي الله عنهما 443 أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر عند الجمرات في حجة الوداع فقال " هذا يوم الحج الأكبر " ووصف الحج بالأكبر لأنّ العمرة تسمى الحج الأصغر ، أو جعل الوقوف بعرفة هو الحج الأكبر لأنه معظم واجباته لأنه إذا فات فات الحج ، وكذلك إن أريد به يوم النحر لأن ما يفعل فيه معظم أفعال الحج - فهو الحج الأكبر . وعن الحسن رضي الله عنه سمي يوم الحج الأكبر لاجتماع المسلمين والمشركين فيه وموافقته لأعياد أهل الكتاب ، ولم يتفق ذلك قبله ولا بعده ، فعظم على قلب كل مؤمن وكافر . حذفت الباء التي هي صلة الأذان تخفيفاً وقرىء « إنّ الله » بالكسر لأنّ الأذان في معنى القول { وَرَسُولُهُ } عطف على المنوي في { بَرِىء } أو على محل « إن » المكسورة واسمها وقرىء بالنصب ، عطفاً على اسم إن أو لأنّ الواو بمعنى مع أي بريء معه منهم ، وبالجرّ على الجوار . وقيل على القسم ، كقوله لعمرك . ويحكى أن أعرابياً سمع رجلاً يقرؤها فقال إن كان الله بريئاً من رسوله فأنا منه بريء ، فلببه الرجل إلى عمر ، فحكى الأعرابي قراءته ، فعندها أمر عمر رضي الله عنه بتعلم العربية { فَإِن تُبْتُمْ } من الكفر والغدر { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ } عن التوبة ، أو ثبتم على التولي والإعراض عن الإسلام والوفاء فاعلموا أنكم غير سابقين الله تعالى ولا فائتين أخذه وعقابه .