Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 74-74)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
473 أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ، ويعيب المنافقين المتخلفين فيسمع من معه منهم ، منهم الجلاس بن سويد . فقال الجُلاَس والله لئن كان ما يقول محمد حقاً لإخواننا الذين خلفناهم وهم ساداتنا وأشرافنا ، فنحن شرّ من الحمير . فقال عامر بن قيس الأنصاري للجلاس أجل ، والله إنّ محمداً لصادق وأنت شرّ من الحمار . وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستحضر فحلف بالله ما قال ، فرفع عامر يده فقال اللَّهم أنزل على عبدك ونبيك تصديق الكاذب وتكذيب الصادق فنزلت { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ } فقال الجلاس يا رسول الله ، لقد عرض الله عليّ التوبة . والله لقد قلته وصدق عامر ، فتاب الجلاس وحسنت توبته { وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلَـٰمِهِمْ } وأظهروا كفرهم بعد إظهارهم الإسلام { وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ } وهو الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك عند مرجعه من تبوك 474 تواثق خمسة عشر منهم على أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذا تسنم العقبة بالليل ، فأخذ عمار بن ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة خلفها يسوقها ، فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وبقعقعة السلاح ، فالتفت فإذا قوم متلثمون ، فقال إليكم إليكم يا أعداء الله ، فهربوا . وقيل همّ المنافقون بقتل عامر لردّه على الجلاس . وقيل أرادوا أن يتوّجوا عبد الله بن أبيّ وإن لم يرض رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم { وَمَا نَقَمُواْ } وما أنكروا وما عابوا { إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ } وذلك أنهم كانوا حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في ضنك من العيش لا يركبون الخيل ولا يحوزون الغنيمة فأثروا بالغنائم وقتل للجلاس مولى ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بديته اثني عشر ألفاً فاستغنى { فَإِن يَتُوبُواْ } هي الآية التي تاب عندها الجلاس { فِى ٱلدُّنُيَا وَٱلاْخِرَةِ } بالقتل والنار .