Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 75-77)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

روي أنّ ثعلبة بن حاطب قال 475 يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالاً ، فقال صلى الله عليه وسلم « يا ثعلبة ، قليل تؤدّي شكره وخير من كثير لا تطيقه » فراجعه وقال والذي بعثك بالحقّ لئن رزقني الله مالاً لأعطينّ كل ذي حقّ حقّه ، فدعا له ، فاتخذ غنماً فنمت كما ينمى الدود حتى ضاقت بها المدينة ، فنزل وادياً وانقطع عن الجماعة والجمعة ، فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل كثر ماله حتى لا يسعه واد . قال « يا ويح ثعلبة » ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدّقين لأخذ الصدقات ، فاستقبلهما الناس بصدقاتهم ، ومرّا بثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه الفرائض ، فقال ما هذه إلاّ جزية ، ما هذه إلاّ أخت الجزية ، وقال ارجعا حتى أرى رأيي ، فلما رجعا قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكلماه « يا ويح ثعلبة » مرّتين ، فنزلت ، فجاءه ثعلبة بالصدقة ، فقال « إنّ الله منعني أن أقبل منك ، فجعل التراب على رأسه فقال هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء بها إلى أبي بكر رضي الله عنه فلم يقبلها ، وجاء إلى عمر رضي الله عنه في خلافته فلم يقبلها ، وهلك في زمان عثمان رضي الله عنه . وقرىء « لنصدّقن ولنكوننْ » بالنون الخفيفة فيهما { مّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } قال ابن عباس رضي الله عنه يريد الحجّ { فَأَعْقَبَهُمْ } عن الحسن وقتادة رضي الله عنهما أن الضمير للبخل . يعني فأورثهم البخل { نِفَاقاً } متمكناً { فِى قُلُوبِهِمْ } لأنه كان سبباً فيه وداعياً إليه . والظاهر أن الضمير لله عزّ وجلّ . والمعنى فخذلهم حتى نافقوا وتمكن في قلوبهم نفاقهم فلا ينفك عنها إلى أن يموتوا بسبب إخلافهم ما وعدوا الله من التصدّق والصلاح وكونهم كاذبين . ومنه جعل خلف الوعد ثلث النفاق . وقرىء « يكذبون » ، بالتشديد ، وألم تعلموا ، بالتاء . عن عليّ رضي الله عنه .