Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 93-94)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإن قلت { رَضُواْ } ما موقعه ؟ قلت هو استئناف ، كأنه قيل ما بالهم استأذنوا وهم أغنياء ؟ فقيل رضوا بالدناءة والضعة والانتظام في جملة الخوالف { وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } يعني أن السبب في استئذانهم رضاهم بالدناءة وخذلان الله تعالى إياهم . فإن قلت فهل يجوز أن يكون قوله { قُلْتَ لاَ أَجِدُ } استئنافاً مثله ، كأنه قيل إذا ما أتوك لتحملهم تولوا ، فقيل ما لهم تولوا باكين ؟ فقيل قلت لا أجد ما أحملكم عليه . إلاّ أنه وسط بين الشرط والجزاء كالاعتراض { قُلْتَ } نعم ويحسن { لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ } علة للنهي عن الاعتذار لأن غرض المعتذر أن يصدق فيما يعتذر به ، فإذا علم أنه مكذب وجب عليه الإخلال وقوله { قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ } علة لانتفاء تصديقهم لأنّ الله عزّ وجلّ إذا أوحى إلى رسوله الإعلام بأخبارهم وما في ضمائرهم من الشرّ والفساد ، لم يستقم مع ذلك تصديقهم في معاذيرهم { وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ } أتنيبون أم تثبتون على كفركم { ثُمَّ تُرَدُّونَ } إليه وهو عالم كل غيب وشهادة وسرّ وعلانية ، فيجازيكم على حسب ذلك .