Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 93, Ayat: 6-8)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عدّد عليه نعمه وأياديه ، وأنه لم يخله منها من أوّل تربيه وابتداء نشئه ، ترشيحاً لما أراد به ليقيس المترقب من فضل الله على ما سلف منه ، لئلا يتوقع إلاّ الحسنى وزيادة الخير والكرامة ولا يضيق صدره ولا يقل صبره . و { أَلَمْ يَجِدْكَ } من الوجود الذي بمعنى العلم والمنصوبان مفعولاً وجد . والمعنى ألم تكن يتيماً ، وذلك أنّ أباه مات وهو جنين قد أتت عليه ستة أشهر وماتت أمّه ، وهو ابن ثمان سنين ، فكفله عمه أبو طالب ، وعطّفه الله عليه فأحسن تربيته . ومن بدع التفاسير أنه من قولهم « درّة يتيمة » وأن المعنى ألم يجدك واحداً في قريش عديم النظير فآواك . وقرىء « فآوى » وهو على معنيين إما من أواه بمعنى آواه . سمع بعض الرعاة يقول أين آوي هذه الموقسة وإما من أوى له إذا رحمه { ضَآلاًّ } معناه الضلال عن علم الشرائع وما طريقه السمع ، كقوله { مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَـٰبُ } الشورى 52 . وقيل ضل في صباه في بعض شعاب مكة ، فردّه أبو جهل إلى عبد المطلب . وقيل أضلته حليمة عند باب مكة حين فطمته وجاءت به لتردّه على عبد المطلب . وقيل ضلّ في طريق الشام حين خرج به أبو طالب ، فهداك فعرفك القرآن والشرائع . أو فأزال ضلالك عن جدك وعمك . ومن قال كان على أمر قومه أربعين سنة ، فإن أراد أنه كان على خلوّهم عن العلوم السمعية ، فنعم وإن أراد أنه كان على دينهم وكفرهم ، فمعاذ الله والأنبياء يجب أن يكونوا معصومين قبل النبوّة وبعدها من الكبائر والصغائر الشائنة ، فما بال الكفر والجهل بالصانع { مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَىْء } يوسف 38 وكفى بالنبي نقيصه عند الكفار أن يسبق له كفر { عَآئِلاً } فقيراً . وقرىء « عيلاً » كما قرىء سيحات . وعديماً { فَأَغْنَىٰ } فأغناك بمال خديجة . أو بما أفاء عليك من الغنائم . قال عليه الصلاة السلام 1312 " جعل رزقي تحت ظلّ رمحي " وقيل قنعك وأغنى قلبك » .