Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 6-6)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } . قال ابن عرفة : الطّلب من الأدنى للأعلى سؤال عند المنطقيين ودعاء عند النحويين . ومنهم من قال : إن كان لله تعالى فهو دعاء ، ( وإن كان ) لغيره ( فهو ) أمر . والهداية ( لها معنيان خاص وعام ) ( فالأعم ) الإرشاد سواء كان للخير أو للشر ، والأخص الإرشاد إلى طريق الخير والمراد هنا الأخص . والصراط قيل : هنا الطريق وقيل : الطريق الموصلة للآمر الملائم وهو طريق الخير كأنه مأخوذ من السّرط وهو ( الإبلاغ ) . والإنسان ما يتبلغ إلا ما هو ملائم له ، وَصَفَهُ على هذا بالمستقيم لأن طريق الخير قسمان قريبة ، وبعيدة : فالمستقيم نصّ ( اقليدس ) على أنه أقرب خطين بين نقطتين فالخط المستقيم أقرب من المعوج فلذلك وصفه على هذا بالمستقيم . قال ابن عرفة : ولمّا قال " إياك نعبد " أوهم أن للإنسان في العبادة ( ضربا ) من المشاركة والاختيار ، فعقبه بطلب الهداية تنبيها على كمال الافتقار ، وأن كل العبادة والطاعة من الله تعالى وليس للعبد عليها قدرة ، فهو دليل لأهل السنة .