Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 114-114)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ … } وقال في آية أخرى : { مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ } وقال في سورة الزمر { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ } فالجمع بين الآيتين يقتضي تساويهما في الظلم ، لكن قام الدليل على أن مفتري الكذب على الله أشد ظلما ممن منع مساجد الله من ذكر الله فيها . قيل لابن عرفة : يؤخذ من الآية أنه لا يجوز لهَؤُلاء الأيمة أن يغلقوا باب المسجد ولا أن يبنوا مسجدا لنقوض مسجد آخر ؟ فقال رضي الله عنه : أما غلق باب المسجد في غير أوقات الصلاة فهو حفظ له وصيانة إلا أن يكون الإمام مفرطا في الصلاة فيتركه مغلوقا لا يصلى فيه إلى آخر الوقت ، وأما بناء مسجد بمسجد فلا يجوز وإن صار قاعة جاز جلوس الجنب والحائض فيه لأنه لم يبق له حرمة المسجد . قال ( في المدونة ) في كتاب الأقضية : والقضاء في المسجد من الأمر القديم ، ولأنه يرضى فيه ( بالدون ) من المجلس ، وتصل إليه المرأة والضعيف . قال ابن عرفة : وتقدم لنا أن رحابه هنا غير رحابه في الصلاة ، فرحابه في الصلاة أوسع من هذا فلا يركع الفجر إلا في الصحن البراني الذي لا يحوزه ( الغلق ) ، ويحكم هنا في رحابه التي هي صحنه الدخلاني . قوله تعالى : { أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ … } قال ابن عطية : تضمنت الآية أن يكون قوله { أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ } مفعولا لأجله . قال ابن عرفة : مفهومه أن منعها لغير هذه الحيثية لا يتناوله هذا ( الإثم ) بل إثمه أقل من ذلك .