Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 118-118)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ … } قال ابن عرفة : إن أريد بهم مشركو العرب فواضح ، وإن أريد أهل الكتاب فواضح ، لأن جهل المشركين بسيط ، وجهل أهل الكتاب مركب . واستشكل الفخر قول من فسره بأهل الكتاب قال : لأنّهم يعلمون . قال ابن عرفة : ويجاب بما قلناه : من أنهم جاهلون جهلا مركبا وكان بعضهم يقول : إنما نفى عنهم العلم لوضعهم الشيء في غير محله ، لأنّهم طُلب منهم الإقرار بصحة الرسالة فَطَلَبُوا هم أن يكلمهم الله مشافهة وهذا مناف للرسالة لأن هؤلاء إذا حصلت لهم المباشرة بالكلام فلا حاجة إلى الرسالة . قيل لابن عرفة : إنهم طلبوا أن يكلّمهم الله ( بتصديق رسوله ) . فقال : وفي هذا وقع الكلام معه ، فإذا ( بُوشروا ) به فلا حاجة إلى الرسالة . وقال : وتنكير " ءَايَة " لتعم ( في ) المعجزات كلها ، وتفيد التقليل فهو محض مكابرة ومباهتة منهم ( حتى ) ( كأنه ) لم يأتهم بشيء من الآيات . قوله تعالى : { مِّثْلَ قَوْلِهِمْ … } قيل لابن عرفة : ما فائدة زيادة " مِّثْلَ قَوْلِهِمْ " مع أنه مستغنى عنه لأن التشبيه الأول ( يكفي ) في حصول المثلية ؟ فأجاب بوجهين : - إما أنه تأكيد في مقام التسلية للنَّبي صلى الله عليه وسلّم بتكذيب من قبله وتعنتهم . - وإما أن قوله " كَذلِكَ " تشبيه لا يقتضي المساواة من جميع الوجوه بل ( المقابلة ) ، لأن المشبه بالشيء لا يقوى قوّته فزاد " مِّثْلَ قَوْلِهِمْ " ليفيد كمال المماثلة والمساواة ، ولم يقل : مثل كلامهم ، لأن القول أعم من الكلام ، ولازم الأعم لازم الأخص ، فأفاد حصول المساواة في قولهم المفرد والمركب . قوله تعالى : { قَدْ بَيَّنَّا ٱلأَيَاتِ … } رد عليهم في قوله : { أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ } ولم يرد عليهم قولهم : { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ } لظهور بطلانه بالبَديهة . قوله تعالى : { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } ابن عطية : اليقين عند الفقهاء أخص من العلم لأن العلم عندهم معرفة المعلوم على ما هو به ، واليقين معتقد يقع للموقن في حقّه ، والشيء على خلاف معتقده كتيقن ( المقلدة ) ثبوت الصانع . ثم قال : وحقيقة الأمر أنّ اليقين هو الأخص ، وهو ما علم على الوجه الذي لا يمكن أن يكون إلا عليه . قال ابن عرفة : كان ابن عبد / السلام يقول : هذا كلام خلف ، لأنه ذكر أنّ اليقين أخص ثم فسر بما يقتضي أنه أعم من العلم . والصواب أن يقال : اليقين أخص من العلم لأن العلم أخص من الاعتقاد ، فالاعتقاد أعمها ثم العلم ، ثم اليقين ، واليقين هو اعتقاد الشيء بدليل قاطع لا تعرض له الشكوك ، والعلم اعتقاد الشيء بدليل يقبل الشكوك والمعارضة ، وهي مسألة المدنة قال : إنّما اللغو أن يحلف بالله على أمر تيقّنه ثم تبين له خلاف ذلك فلا شيء عليه . وانظر ما قيدت في سورة الذاريات .