Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 140-140)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ … } " أَمْ " إما متصلة والمعنى : أي الأمرين تأتون المحاجة في حكم الله أم ادعاء اليهودية والنصرانية على الأنبياء ، وخلط هنا مقالتهم مع أن اليهود ادعوا على الأنبياء دين اليهودية فقط ؛ وإما منفصلة والإضراب انتقل إلى ما هو ( أشد ) وأشنع . قال ابن عرفة : وقوله : { قُلْ ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ ٱللَّهُ … } دليل على أنها منقطعة لأنه رد عليهم في المقالة الثانية فقط أي لم يكونوا كذلك . وقوله " أَمِ اللهُ " إما على ظاهره أو المراد به أمْ رسول الله ، كما قال الله جل ذكره : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ } وهو على سبيل التنزل معهم والإنصاف ( أو ) من باب تجاهل العارف . قوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ … } جمعه مع { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ } ومع { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ } يقتضي التساوي إلا ما دل الدليل على ( التفاوت ) فيه ( بل أقوالهم تضمنت كتم الشهادة فيقال : إنما علق الظلم على الكتم ليعلم أن شهادة الزور أعظم جريمة فقد وعده بالعذاب على الوجهين ( ووبخوا ) بفعل ما ارتكبوا من ذلك ) والشهداء على ثلاثة أقسام : شاهد بالحق ، وشاهد بالزور ، وكاتم للشهادة ، فلا يشهد بشيء ) مع علمه بها . وهؤلاء شهدوا بالزور ولم يكتموا الشهادة فقالوا : { كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } فعلق الحكم على الأخف ليفيد العقوبة على ما هو أشد منه من باب أحرى . قال الزمخشري : ويحتمل أن يرجع للمؤمنين ، أي لو كتمنا الشهادة لم يكن أحد أظلم منا فلا يكتمها . قوله تعالى : { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } من باب السلب والإيجاب لا من باب العدم والملكة .